domingo, 10 de agosto de 2014

إشكالية تاريخ سبتة ومليلية في الرواية المغاربية المعبرة باللغة الفرنسية



إشكالية تاريخ سبتة ومليلية ومعركة وادي المخازن :
بين الصليبية والاستعمار، وجدلية الواقع / الخيال في الرواية
المغاربية المعبرة بالفرنسية

   من الجانب النظري يبدو أن بحث "إشكالية تاريخ سبة ومليلية ومعركة وادي المخازن : بين الصليبية والاستعمار، وجدلية الواقع/ الخيال في الرواية المغاربية المعبرة بالفرنسية"  La problématique de) l’histoire de Ceuta et Mellila et la Bataille des Trois Rois : entre les Croisades et le colonialisme et la dialectique du réel/ et de l’imaginaire, dans le roman maghrébin d’expression (française ، يعني بالأساس على مستوى المرجعية التاريخية معالجة وجوه الجدلية ذات طريحة ونقيضة (une thèse et une antithèse) هما : الواقع والخيال le réel et) (l’imaginaire هنا. ذلك أن احتلال مدينتي "سبتة" (Sebta /Ceuta)، سنة 1415، من طرف البرتغال، و"مليلية" (Malilia/Mellila)، سنة 1497، من طرف الإسبان – وبالضبط، من لدن دوق مدينة مدينة سيدونيا، دون خوان دي قزمان (Don Juan de Guzman)، لحسابه الخاص-،  وضم "سبتة" إلى إسبانيا (1582)، بعد مقتل دون سيبستيان  (Don Sébastien) ملك البرتغال، في معركة وادي المخازن، أو معركة الملوك الثلاث  la) (Bataille des Trois Rois، واندحار حملة صليبية / استعمارية ضد المغرب، يوم 4 غشت 1478)، أمام جيش السلطان مولاي عبد الملك السعدي، يؤكد مبدئيا، وجود حقل نظري (تاريخي) لإشكالية تاريخ "سبتة" و"مليلية"، ومعركة وادي المخازن بين : الصليبية والاستعمار، من جهة، وحقل تطبيقي من جهة، شكلت جدلية : الواقع /الخيال، ضمنه، عدة وجوه مرحلية لها على مستوى المتن الروائي le corpus) (romanesque المعتمد، تأرجحت بين الصليبية والاستعمار[1] (entre les croisades et le colonialisme)  ، كاستقطاب نصي زمني خاص، وتجسيد لوعي تاريخي قومي/ دولي بالإشكالية المطروحة، ومنظوراتها المختلفة [2] ، وهو ما سيتم الاستدلال على حقيقته عمليا ضمن مقاربة تناصية une) (approche intertextuelle بين النصين التاريخي/ الروائي هنا، وذلك بالوقوف على ما يلي :

1- إشكالية تاريخ سبتة ومليلية ومعركة وادي المخازن : بين الصليبية والاستعمار (الحقل النظري).
    2- جدلية الواقع /الخيال في الرواية المغاربية المعبرة بالفرنسية عن تاريخ سبة ومليلية ومعركة وادي المخازن : بين الصليبية والاستعمار (الحقل التطبيقي).

         1- إشكالية تاريخ سبتة ومليلية ومعركة وادي المخازن : بين الصليبية والاستعمار :
      
     من البديهي أنه لا يمكن طرح "إشكالية تاريخ سبتة ومليلية ومعركة وادي المخازن : بين الصليبية والاستعمار" إلا في إطار التسلسل التاريخي العام الذي تبلورت واقعيا في سياقه ألا وهو تيار الحملات الصليبية/ الاستعمارية ضد شرق، وغرب العالم الإسلامي، من المحيط إلى الخليج، ما بين القرن (11م) والقرن (21م)، وهي إشكالية بالأساس صليبية (دينية في الظاهر)، واستعمارية (قومية، ودولية، في العمق). والحملات الصليبية هي في الأصل نوعان : حملات صليبية ضد فلسطين، والمشرق [i][ii]الإسلامي (1096-1252)، وعددها سبعة، بالإضافة إلى واحدة نظمت ضد تونس (سنة 1270)، من جانب، وحملات صليبية برتغالية، وعددها ستة عشر (1415-1578)، وإسبانية، وعددها ثمانية عشر (1497-1720)، ضد المغرب، والغرب الإسلامي. وقد اعتبرها المؤرخون الأجانب (خطأ)، مجرد حروب عادية، ذات صبغة سياسية صرفة[3].  إذ أنه على الصعيد المغاربي (فضلا عن تونس)، تذكر "الجيوب المغربية""، في مقال حول "مليلية"، رسالة للكاتب ثفرا إلى الملكة إيزابيلا، والمؤرخة في 12 غشت 1493 مع . "مذكرة حول الوسائل الضرورية للاستيلاء على الشاطئ المغربي فيما وراء البحار الممتد من وهران إلى سلا"[4].  وهكذا، شملت الحملات الصليبية المغرب والمشرق الإسلاميين معا(دون تمييز)، في المخطط الاستعماري الذي كان دائما من ورائها.

   وفي هذا الصدد، يكشف عبد الكريم غلاب عن أبعاد هذا المخطط، في مقال بعنوان: "صليبية المشرق والمغرب : لو أطبقت الكماشة لانتهى الإسلام من الوطن العربي"، حيث أكد ملازمة الصليبية تاريخيا للاستعمار، وذلك لأن المجتمعات الأوربية الإقطاعية لم تكن موحدة آنذاك. ويتصارع الأمراء الإقطاعيون فيها على السلطة، ولا توحدهم إلا الكنيسة، ورغبة في أن تصرفهم عن النزاعات والحروب الداخلية، كانت تصرفهم إلى حروب خارجية، ومنها سلسلة الحروب الصليبية في الشرق والغرب. وإلى أن يقول : "من كل ذلك ندرك أن القشتاليين لم يقوموا بحرب استرجاع في الأندلس، وإنما قاموا بحرب استعمارية مدفوعين بالفكرة الصليبية الكنسية على غرار ما كان الأمر في الشرق[5]". كما بين قبل ذلك، الإشكالية التاريخية القائمة بين المدن المغاربية في المنظور الصليبي / الاستعماري، ومعركة وادي المخازن، حيث كتب أن الغرب الإسلامي كان يدغدغ أيضا أحلام الصليبيين الإسبانيين والبرتغاليين ليصلوا إلى فاس، ومراكش، وطنجة، وتلمسان، وتونس، والقيروان بما في ذلك طرابلس. كما كان يدغدغ أحلامهم الاستيلاء في الشرق على مدن أخرى كالقدس، والرها، وأنطاكيا، ودمشق، وبغداد، والقاهرة، والإسكندرية[6].

    وفيما يخص الأطماع الصليبية والاستعمارية الإسبانية والبرتغالية، المتزعمة لها آنذاك، يقول عن إيزابيلا وفيردينان الكاثوليكيين (Isabelle et Ferdinand, les rois catholiques)، ودون سيبستيان don) (Sébastien من حيث وحدة النية والهدف : "يستوي في ذلك الصليبيون(les croisés)  الذين تمثلهم إيزابيلا الكاثوليكية، وزوجها فيردينان، اللذان كانا يستهدفان من وراء القضاء على دولة الإسلام
في غرناطة غزو بلاد المغرب، وتحويل المسلمين فيها إلى مسيحيين كاثوليكيين، كما تؤكد ذلك وصية إيزابيلا المشهورة، والصليبيون الذين يمثلهم سيبستيان، الملك والقائد البرتغالي الشاب الذي ركب رأسه وتعاليم وغفران البابا، فحج في حملة تاريخية كبرى إلى المغرب ليلقى حتفه في وادي المخازن، سنة 1578[7]. وهكذا يتجلى من واقع التاريخ، ونتائج أحداثه الموضوعية الثابتة، إشكالية مزدوجة العلاقة بين سبتة ومليلية ومعركة وادي المخازن (أو معركة الملوك الثلاث) على مستوى السياق التاريخي المعتمد من جهة، ومستوى جدلية الواقع / الخيال في المتن الروائي المعتمد من جهة ثانية – كما سيأتي -، وذلك من خلال أربعة وجوه مرحلية لها. وهي :

     (1)- الصليبية / الاستعمار (أ/أ.أ : 1، 2).
    (2)-  الصليبية / الاستعمار / تصفية الاستعمار (أ./أ.ب : 1، 2، 3، 4).
    (3)- الصليبية / الاستعمار / تصفية الاستعمار القومي (ب./ب/أ. : 1، 2).
    (4)- الصليبية / الاستعمار / تصفية الاستعمار الدولي الاقتصادي/ السياسي (ب./ب/ب.: 1، 2).

    وفي ذلك يقول عبد الغني الملاح في "التزامن بين الحروب الصليبية وألف ليلة وليلة" : "هناك تراكمات هائلة من الجهل والتعصب ولكن يد (البابا)، وتجار الموانئ تعززها وتدفعها بقوة لإنقاد قبر المسيح ! " وهذا ما شكل مرجعية الحقل النظري(le champ théorique)  التاريخي (واقع/ واقع)، والحقل التطبيقي (واقع/ خيال)، في "إشكالية تاريخ سبتة ومليلية ومعركة وادي المخازن : بين الصليبية والاستعمار"، كما شكل المتن الروائي المغاربي المعبر بالفرنسية  المعتمد الحقل التطبيقيle champ) (pratique  الأدبي (واقع/ خيال) في إطار وعي كتاب المتن/ وأبطاله نصيا بهذه الإشكالية التاريخية المزمنة، والمتعددة الوجوه، والأطوار، منذ ظهورها تاريخيا إلى الآن. إذ كما يقول جورج لوكاكش في "نظرية الرواية" (Théorie du roman) : "قد لا يستطيع الكاتب، بالفعل، خلق عمل قيم بطرحه المشاكل التي، هو نفسه، تجاوزها[8]". ومن هنا يتحتم تحديد وجوه جدلية الواقع/ الخيال من خلال التناصية  (l’intertextualité) التي تحكمها (تاريخ / رواية) كالآتي :

    2- جدلية الواقع / الخيال في الرواية المغاربية المعبرة بالفرنسية عن تاريخ سبتة ومليلية : بين الصليبية والاستعمار : 

    من منظور أدبي صرف، يربط رولان بارث (Roland Barthes) في كتابه "درجة الصفر للكتابة" Le) (degré zéro de l’écriture بين "الرواية" و"التاريخ" جدليا من خلال السرد (le récit)، وذلك بقوله : "يبقى السرد إذن جيدا على العموم، كشكل يمتد في آن واحد إلى 'الرواية' و'التاريخ' اختيار أو تعبير لحظة تاريخية[9]." مضيفا بعد ذلك : "ويشكل إذن الماضي السردي (le passé narratif) جزءا من منظومة أمن الآداب الجميلة .(un système de sécurité des belles lettres) صورة نظام يؤسس أحد المواثيق الشكلية القائمة بين الكاتب والمجتمع، لتبرير الواحد وطمأنينة الآخر[10]". وفيما يخص جدلية الواقع / الخيال في الرواية عموما، فإنه يقول بوجود جدلية شكلية تربط الحقيقة بالكذب، وذلك حينما يقول عن "الماضي السردي" في "الرواية" والتاريخ" بأنه : "يؤسس مضمونا قابلا للتصديق، الذي يكون خداعه مع ذلك معلنا، فهو الحد النهائي لجدلية شكلية قد تكسو الحدث الواقعي بألبسة متعاقبة من الحقيقة، ثم من الكذب المندد به". إلى أن يختم بقوله، في الصفحة الموالية : "هذا، بالعكس ما تقوم به الكتابة الروائية. فمن وظيفتها وضع القناع، والإشارة إليه في نفس الوقت.[11]". ومن هنا، كان لابد من علاقة، كما يظهر بين السارد والمسرود (le narrateur et le narré)، في الرواية على الخصوص، والنص السردي على العموم.

   وكمثال (إلى حد ما)، نجد كتاب "التزامن بين الحروب الصليبية وألف ليلة وليلة" لعبد الغني الملاح، ما يجسد حقا العلاقة السردية بين السارد / والمسرود، والتاريخ/ والحكاية (أي: جدلية الواقع / الخيال في الرواية المغاربية المعبرة بالفرنسية)، وهو ما أسماه "بالحديث بالتصريح"، و"الحديث بالتلميح" عن الحدث التاريخي الوارد في السرد الحكائي على العموم. وهو ما عبر عنه بقوله : "والذي يقرأ كتاب 'ألف ليلة وليلة' يجد ثلاث حكايات – على الأقل – استوعبت 148 ليلة تقريبا تتطرق إلى هذا الحدث  تارة بالتصريح وطورا بالتلميح"[12]. ومن هنا يمكن تقسيم المتن المعتمد إجمالا إلى صنفين من النصوص الروائية المغاربية المعبرة باللغة الفرنسية عن إشكالية تاريخ سبتة ومليلية ومعركة وادي المخازن : بين الصليبية والاستعمار (على مستوى النص التاريخي)، وجدلية الواقع/ الخيال (على مستوى المتن الروائي)، وهما على التوالي :

أ- النصوص الصريحة (Les textes francs).
ب- النصوص الملمحة (Les textes allusifs).

  وهو تصنيف في حاجة إلى مزيد من التفريع فيما يخص توزيعها سرديا بشكل أدق إلى : نصوص صريحة مباشرة (أ.أ)، ونصوص صريحة غير مباشرة (أ.ب)، ونصوص ملمحة مباشرة (ب.أ)، ونصوص ملمحة غير مباشرة (ب.ب)، وذلك بناء على وجود، أو عدم وجود تسمية مباشرة، أو جزئية، أو شمولية للمدينتين، أو ما يدل على عليهما من قريب أو بعيد، في المتن الروائي المذكور. ومن ذلك :

     أ- النصوص الصريحة :  

    الحقيقة أنه بوجود تسمية للمدينتين ضمنها يتحدد صنف النصوص الصريحة الممثلة أكثر لإشكالية تاريخ سبتة ومليلية، إلخ.، من منظور تأوجه (une configuration) جدلية الواقع/ الخيال في المتن الروائي كعلاقة هنا بين السارد والتاريخ والرواية، كما حددها بارث، في "درجة الصفر من الكتابة"، باعتبار قدرة (القاص/ السارد) على رصد الأحداث المكتوبة، ورفضه لضبابية، وعزلة الوجودات les) (existences التي يشكلها عن طريق تحويلها إلى علامات (signes) انطلاقا من كل جملة اتصال – وتراتبية أفعال (de chaque phrase une communication et une hiérarchie des actes)، لقول كل شيء[13]. وهكذا تصبح أنواع التسمية في النص الروائي المدروس سمات محددة (des traits distinctifs)  لصنف نصوص المتن وأوجه جدلية الواقع / الخيال فيه : من نصوص صريحة (أ/أ.أ)، ونصوص غير صريحة (أ/أ.ب).

   وللبرهنة على حقيقة هذه الإشكالية المرجعية لتاريخ سبتة  ومليلية، إلخ.، (المدينتين/ المعركة، إلخ.)، ضمن جدالية الواقع/ الخيال أولا بوجهيها (1) و(2) أعلاه على مستوى النصوص (أ/أ.أ)، نجد الوجوه الجدلية (les figures dialectiques) التالية :

    أ.أ- النصوص الصريحة المباشرة :

    وفي إطار النصوص الصريحة المباشرة، (أ./أ.أ: 1،2)، يمكن اعتماد روايتين لتسميتهما "سبتة"، أو "مليلية" وحدها على لسان السارد، بشكل مباشر في كل منهما، وذلك بتحديد وجهين لجدلية الواقع/ الخيال : (1)- الصليبية/ الاستعمار، في "صلاة الغائب" (La prière de l’absent)، للطاهر بنجلون (المغرب)، و(2)- الاستعمار / تصفية الاستعمار، في "الحب، البرود" (L’Amour, la fantasia)، لأسية جبار (الجزائر)، وهو ما ستتم معاينته كالآتي :

1- "صلاة الغائب"  (La prière de l’absent) للطاهر بنجلون (المغرب : 1981) :

      في هذا النص يورد السارد اسم (الشيخ ماء العينين) في مكانين من الفصل التاسع من الرواية (والمعنون: "خدني معك، أنا بنتك، أنت أمي...")، والإسم هنا للشيخ المغربي الصحراوي المجاهد ماء العينين (1830-1910) الذي قاوم الغزو الأجنبي الإسباني، والفرنسي في الصحراء المغربية (1904)، وهو تاريخيا أب المجاهد المغربي الصحراوي، الذي حمل راية الكفاح بعده، أحمد الهيبة (1876-1919). وقد عاصر ماء العينين السلطان مولاي الحسن الأول (1873-1894)، الذي ولاه (كما ورد في النص الروائي مثلا) "حراسة حدود المملكة من (الداخلة) إلى (رأس جوبي)[14]"، وذلك بقول السارد عنهما وعن سبتة ومليلية :  
   
    "علم الشيخ ما كان يهدد بلاده. عرف، عشرون سنة من قبل، ما كان سيعطيه التاريخ. كان يشك في نوازع مسيحيي إسبانيا وفرنسا، ولم يتخذ وهما حول نواياهم [...]. وجمع أولاده وقال لهم : '... أمتنا بحاجة إلى علماء، وإلى قائد، لأن ترابنا، وبلادنا مهددان من لدن إسبانيا في أقصى الشمال، وأقصى الجنوب. المسيحيون يحتلون منذ قرون سبتة،  ومليلية(Ceuta et Mellila) . واحتلوا مؤخرا قاعدة فيلا سيسينيروس(Villa Cisneros) . ويضعون في حسابهم السير إلى الصحراء. يجب أن ندفع المحتل بكل الوسائل، باسم الإيمان بالأرض، وباسم النبي، وباسم الإسلام." (ص.120).

       فبذكر اسمي "سبتة" و"مليلية" في نص "صلاة الغائب"  (La prière de l’absent) تتحقق جدلية الواقع/ الخيال المستخلصة هنا، وكذا وجهها (1)- الصليبية / الاستعمار، في نص صريح مباشر، من متن الرواية المغاربية المعبرة باللغة الفرنسية، مع فارق بين النص التاريخي / النص الروائي، بين التفصيل والاختزال للحقيقة المتعلقة ب"سبتة" المحتلة من طرف الصليبية البرتغالية (1415)، و"مليلية" (1497)، من لدن الصليبية الإسبانية، وبداية استعمار الصحراء المغربية، إلخ.، (1904) من طرف فرنسا وإسبانيا (النص، ص.140)، وتداول البرتغال وإسبانيا على "سبتة"، بعد معركة وادي المخازن (1478-1640). وبذلك يقر النص الصريح المباشر، مرة أخرى الوجه (1)- الصليبية/ الاستعمار[15]، وهو أقوى تمثل لإشكالية تاريخ سبتة ومليلية، إلخ. في المتن. ويليه، في هذا السياق، نص "الحب، والبرود"  (L’Amour, la fantasia)، لأسية جبار (الجزائر)، الذي ذكر تسمية "سبتة" وحدها فقط، ليؤكد تطابق النصوص الصريحة المباشرة، مرة أخرى، من منظور تزامني عام لجدلية الواقع / الخيال، في تاريخ سبتة ومليلية ومعركة وادي المخازن، في المتن المدروس.

2- "الحب، والبرود"  (L’Amour, la fantasia)، لأسية جبار (الجزائر : 1985) :      

    ويعود النص الروائي المغاربي، في إطار النص الصريح المباشر لطرح جدلية الواقع / الخيال، عبر  : "السجون الإسبانية" / الجيوب المغتصبة على السواحل المتوسطية والأطلسية، في "الحب، والبرود" (L’Amour, la fantasia)، لأسية جبار (الجزائر)، وذلك تبعا لما في "صلاة الغائب"  La) (prière de l’absent، ووجهها المرحلي: (1)- الصليبية/ الاستعمار، وتسمية "سبتة"، و"طنجة" بها، المحتلتين آنذاك (1471)، من طرف البرتغاليين، وكذا "وهران" (1509) من طرف إسبانيا، و(1831) من طرف فرنسا، إلخ.،[16] وهما إشارتان إلى المغرب والجزائر معا في مواجهة هذه الإشكالية المزمنة، من تاريخ "سبتة" (مع عدم ذكر اسم "مليلية")، بالإضافة إلى ذكر "وهران"، و"بجاية"، والإنزال الفرنسي لسنة 1830، و"السجون الإسبانية"/ "الجيوب المغربية المحتلة" حاليا، إلخ. إذ تقول الساردة/ الكاتبة في النص :

  "الحب له صيحاته، صفحاته : "يدي التي تثبت لعبة الكلمات الفرنسية حول الأحباء التي تضوع. جسدي الذي، ببساطة، يتقدم، لكنه عار، عندما يعثر ثانية على ولولة الجدات في ساحات المعركة سابقا، يصير ذاته رهانا: لم يعد الأمر يهم الكتابة إلا من أجل البقاء.
    كثيرا قبل الإنزال الفرنسي ل1830، خلال قرون حول السجون الإسبانية (وهران، أو بجاية، مثل طنجة أو سبتة، بالمغرب) تقام حرب بين أهالي مقاومين، ومحتلين معاصرين غالبا حسب تعبئة "رباط": نقطة معزولة يهاجم منها، وينثني إليها قبل أن تصير، في المهادنات الفاصلة، منطقة زراعات[17]،  أو تموين" (ص.243).

   ومن المعلوم تاريخيا أن حصارات، ورباطات ومعارك(des sièges, des ribats et des batailles) ، قامت حول "السجون الإسبانية"/ الجيوب المغاربية السليبة، من طرف المغاربة، والجزائريين (كما في النص الروائي أعلاه) لاسترجاعها مثل : حصار "مليلية" من طرف السلطان سيدي محمد بن عبد الله (عاهل المغرب: 1757-1790)، و"وهران"، من طرف الجزائريين الذين تأخروا عن ذلك، خلافا لما كان قد تم الاتفاق عليه من قبل، لتخليص المدينتين من قبضة الإسبان، مما أدى إلى فشل حصار "مليلية" (1774-1775)، وكحصار "طنجة"، واسترجاعها من الإنجليز (1675-1684)، بعد استلامهم إياها من طرف البرتغال (1661)، وكذا حصار "مليلية" (1678)، وخصوصا "سبتة" (1673-1706) من طرف السلطان مولاي إسماعيل، ومعركة إيسلي (1844) التي واجه فيها المغاربة والجزائريون جيوش الاستعمار الفرنسي، إثر إنزالها بالجزائر (1830)، إلخ. وذلك ما يؤكد صنف هذا النص في المتن، كنص صريح مباشر، يطرح إشكالية تاريخ سبتة ومليلية، إلخ.، بتأكيد نفس الوجه (من منظور تزامني) لجدلية الواقع/ الخيال : (1)- الصليبية/ الاستعمار، باعتباره استقطاب زمني دال على الوعي القومي بهذه الإشكالية القائمة إلى اليوم، غير أن النصوص الصريحة غير المباشرة (أ/أ.ب: 1-4) ما لبثت أن بلورته ضمن الوجه (2) لهذه الجدلية فيما بعد.

   أ.ب- النصوص الصريحة غير المباشرة :            
  
   ففي غياب تسمية مباشرة ل: سبتة" و"مليلية" حرفيا في النص الروائي المغاربي المعبر باللغة الفرنسية عن إشكالية تاريخ "سبتة" و"مليلية"، ومعركة وادي المخازن : بين الصليبية والاستعمار، يتشكل صنف النصوص الصريحة غير المباشرة (أ./أ.ب: 1-4)، والوجه (2) لجدلية الواقع / الخيال بها : الصليبية / الاستعمار، وذلك (من منظور تعاقبي) مستقطب عموما حول مرحلة ما بعد الصليبية، وتضم هذه النصوص: "الماضي البسيط" (Le passé simple) لإدريس الشرايبي،  "الذاكرة الموشومة" (La mémoire tatouée) لعبد الكبير الخطيبي (المغرب)،  و"الحريق" (L’incendie) لمحمد الديب، و"جبل الوزال" (Le Mont des Genets)، لمراد بوربون (الجزائر)، حيث يبرز بقوة الوعي التاريخي، بمرحلة تصفية الاستعمار في جدلية الواقع / الخيال، وتجاوز الوجه (1) السابق – أي مرحلة الصليبية / الاستعمار – ومنظوره المتزامن – كما في :

    1- "الماضي البسيط" (Le passé simple) لإدريس الشرايبي (المغرب : 1954) :     
    
    ففي "الماضي البسيط" (Le passé simple) لإدريس الشرايبي (المغرب)، تسمية كنائية، معمارية تشير إلى فستقية  (une vasque) وسط فناء "بيت عبد الحي الكتاني (1884-1962) بفاس، على أنها من طراز عصر المولى إسماعيل (1672-1717)، المعاصر للويس الرابع عشر بفرنسا. وفي ذلك تاريخيا إشارة صريحة غير مباشرة لحصار المولاي إسماعيل لمدينة "سبتة" المحتلة دون ذكرها أو ذكر "مليلية"، واسترجاعه للمعمورة/ La Mamora  (1681)، و"طنجة" Tanger/ (1684)، والعرائش/ Larache (1689)، و"قلعة باديس"/Le fort de Badis  (1702)، كما استعاد "مازكان"/ Mazagan /الجديدة (ص.14، 31، 51، إلخ.). إذ يقول السارد إدريس، نقلا عن غريمه الفرنسي الاستعماري "روش" (Roche) [18]. وحيث يقول السارد :

     "هذه الفستقية (cette vasque)، لم أرها لدى دخولى، كان الفناء معتما حينئذ والسماء مسبقا شفقية. ما كان لها أن تكون سوى من مرمر أسود أو أبيض، أو أخضر – طراز مولاي إسماعيل Moulay Ismaël) ...( الذي أخرجه التاريخ من الأرض ويقارنه بلويس الرابع عشر (Louis Le Quatorzième) ولكن، لنر ! المغرب محدث تقريبا، ويلزمه ألقاب النبالة ... مراهنة، يقول روش.[19]".

     وفي نفس السياق، جاءت رواية الخطيبي : "الذاكرة الموشومة" (La mémoire tatouée) (المغرب)، من صنف النصوص الصريحة غير المباشرة (أ./أ.ب) مع إحلال مكان اسم العلم – "مولاي إسماعيل"، لويس الرابع عشر"، إلخ.، الاسم النكرة النسبي في النص، وفي إطار نفس الوجه (2) لجدلية الواقع/ الخيال : الصليبية / الاستعمار / تصفية الاستعمار، وذلك من منظور تعاقبي مستقطب حول مرحلة بداية تصفية الاستعمار (le début de la décolonisation) بدل صد الصليبية، كما في "الماضي البسيط"   (Le passé simple) سابقا.

2- "الذاكرة الموشومة" (La mémoire tatouée) لعبد الكبير الخطيبي (المغرب : 1971) :

     وتتضمن "الذاكرة الموشومة" (La mémoire tatouée) لعبد الكبير الخطيبي (المغرب)، بالفعل جل السمات السردية (les traits narratifs) التي ميزت رواية "الماضي البسيط" (Le passé simple)، كنص صريح غير مباشر، تمثلا لإشكالية تاريخ "سبتة" و"مليلية"، إلخ.، في الرواية المغاربية المعبرة بالفرنسية، والوجه (2) لجدلية الواقع / الخيال : بذكر أسماء نكرة نسبية، ذات مرجعية تاريخية تقوم على الكناية والبدلية بالنسبة لموضوع هذه الإشكالية. إذ أنه بالإضافة إلى أسماء علم الأمكنة ك"الجديدة"/ "مزكان"/ Mazagan، و"الصويرة"-"موكادور"/ Mogador، تأتي أسماء نكرة للأمكنة. ك"المدينة"، و"القلاع"، و"جزيرة"، و"سجن"، إلخ.، وأسماء نكرة نسبية لأشخاص: ك"قراصنة التاريخ" (les pirates de l’histoire)، والدول: ك"الإمبراطورية البرتغالية" (l’empire portugais)، إلخ. وكما جاء على لسان السارد (بضمير المتكلم)، مثل :   
    "ولا حتى الأمواج نفسها، لأنها تتدافع، كما لو فعلت لتعتذر، تتفادى البعد نحو جزيرة، سجن داخلها، قرب الميناء، الإمبراطورية البرتغالية بالسمة الضخمة لقلاعها l’empire portugais avec la marque) (massive de ses forteresses، العظمة المندفعة لأولائك الذين ظنوا تقييد الرجال بالحجارة. مدينة للبيع، يقول الصبيان اليوم.
     هناك، في هذا المعمار القوي، حلم ضخم لقراصنة التاريخ (des pirates de l’histoire). هنا أيضا ريح رملية تحبط جلالة هذه القلاع. أسدد نحو البحر، من خلال المدافع الممتطئة، الصرخة." (ص.48).
    ويعود إذن الوجه (2) مرة أخرى لجدلية الواقع / الخيال، من منظور تعاقبي مستقطب حول مرحلة ما بعد الصليبية / الاستعمار : الأولى (1502-1769)، والثانية 1506-1641). وقد امتدت "الإمبراطورية البرتغالية" تاريخيا إلى الهند بآسيا (1498)، والبرازيل بأمريكا الجنوبية (1509)، و"سبتة" (1415)، و"الجديدة" / "مزكان" (1506)، و"الصويرة"/ "موكادور" (1508)، و"طنجة" (1471)، إلخ.، بالمغرب، وغينيا بيساو، والموزنبيق، وجزر الرأس الأخضر، والآسور، ومادير (1484)، إلخ.، بشمال وجنوب إفريقيا، والتي دامت في جنوبها إلى غاية (1975). وبالنسبة للتسمية النكرة "قراصنة التاريخ" (des pirates de l’histoire)، نقرأ في "الجيوب السليبة" حول "القرصنة / الجهاد البحري" الذي أعقب سقوط غرناطة (سنة 1492) قولها : "فتأسست قواعد للقرصنة في مليلية، وغساسة، وجزيرة النكور، وترغة، ومرتين (مرتيل، اليوم) على شاطئ البحر الأبيض المتوسط[20]".

   وربما القصد كذلك هو الاستعمار البرتغالي، كما في : "حلم ضخم لقراصنة التاريخ" le rêve grandiose) des pirates de l’histoire، ومقاومته/ تصفيته : "المدافع الممتطاة" les canons) (enfourchés، في النص (ص.48)، مثلا)، إلخ.، في رواية "الذاكرة الموشومة" La mémoire) (tatouée. وهو حقا تجاوز من جدلية الواقع / الخيال في هذا النص الصريح غير المباشر (أ./أ.ب: 2) لوجهها (1)- الصليبية / الاستعمار، كمرحلة أولى نحومحلة تصفية الاستعمار عموما، ضمن الإشكالية المطروحة، كما في وجهها الأخير: (2)- الصليبية / الاستعمار/ تصفية الاستعمار. وهو أيضا منحى روايتي  "الحريق" (L’incendie) لمحمد الديب، و"جبل الوزال" (Le Mont des Genets)، لمراد بوربون، مع استقطاب لكل منهما حول المرحلة الاستعمارية : الاولى في أواخر (1939) بالجزائر، والثانية في (1830) بنفس القطر، كوعي قومي متدرج ضمن الوجه (2) لنفس الجدلية، وذلك من منظور تعاقبي كذلك مستقطب حول بداية ونهاية مرحلة تصفية الاستعمار la période de) (décolonisation بالمنطقة المغاربية (dans la zone maghrébine) عموما، بما في ذلك تاريخ إشكالية "سبتة" و"مليلية"، إلخ.، في المتن المدروس، أي : الصليبية/ الاستعمار/ تصفية الاستعمار، مثلما في :

3- "الحريق" (L’incendie) لمحمد الديب الجزائر: 1954) :

   وتمثل رواية "الحريق" (L’incendie) لمحمد الديب (الجزائر) الوجه (2) نفسه لجدلية الواقع/ الخيال، مستقطبا حول فترة بداية الاستعمار بالجزائر (1830)، والمنطقة المغاربية كلها (1912)، وكذا مرحلة حرب التحرير، في هذا النص الصريح غير المباشر، حيث وردت تسمية "تلمسسان"/Tlemcen ، و"وهران/Oran "، و"مزارع الفرنسيين"، بالأخص، ثم تخيل أعلام وشخوص تاريخية : ك"أشباح عبد القادر ورجاله – أي الأمير عبد القادر الجزائري (1808-1883). وقد تتسع التسمية لتشمل "معركة إيسلي"/ la bataille d’Isly (1844)، و"الأمير سيدي محمد بن عبد الرحمن"، محمد الرابع (1859-1873) / والجيش المغربي بقيادته في مواجهة الاحتلال الفرنسي للجزائر (1830)، وتهديد فرنسا الاستعماري لشرق المغرب، ومدينتي "طنجة"، و"الصويرة"، نتيجة لذلك، كما جاء في كتاب "الحركات الاستقلالية في المغرب العربي"، لعلال الفاسي[21]. إذ يقول السارد في رواية "الحريق" (L’incendie) لمحمد الديب، مشيرا إلى الفلاحين الجزائريين العاملين عند المعمرين الفرنسيينن في 1939 :

    "ينقضي وجودهم في أيام زراعية ورعوية عند المعمرين. إنه  أمر جد عتيق، والناس يبدون جد بسطاء حتى ليحسبون من قارة منسية (...). لم توجد بها الحضارة أبدا، إنما نتخذه حضارة ليس سوى خديعة. فوق هذه القمم يتحول مصير العالم إلى بؤس. أشباح عبد القادر، ورجاله يهيمون فوق هذه الأراضي غير الراضية (...). لكننا لسنا بعد سوى في 1939. في صيف 1939." (ص.8).

    والملاحظ في مقاطع رواية "الحريق" (L’incendie) هذه التي تحين، كنص صريح غير مباشر جدلية الواقع / الخيال ضمن إشكالية تاريخ "سبتة" و"مليلية"،إلخ. (أ./أ.ب: 2) من منظور تعاقبي أيضا، مستقطب حول أواخر المرحلة الاستعمارية (1939)، في "تلمسان"، و"وهران"، إلخ.، وهو تخيل مغاير من حيث الاستقطاب (لا المنظور) ضمن الوجه (2) لجدلية الواقع/ الخيال، هنا الصليبية / الاستعمار / تصفية الاستعمار – والمنسحب على النصوص الصريحة (أ.أ/أ.ب) على السواء. فاسم "وهران" التي غزاها الصليبيون الأسبان (1509) وارد في رواية "الحريق" (ص.7)، وهي التي كادت تفلت (لولا التخاذل) من يدهم، صحبة "مليلية" في عهد السلطان محمد بن عبد الله (1774-1775)، كما أن ذكر اسم بطل معركة إيسلي (1844) الأمير "عبد القادر/ l’Emir Abd el-kader"، وسنة 1939، في الرواية هي سنة اعتقال الزعيم "مصالي الحاج/ Messali Hadj" (1898-1974)، مع رجال (حزب الشعب الجزائري) المقاوم لسياسة الإدماج  (l’intégration) الفرنسية البغيضة، وكناية عن مقاومة الوجود الاستعماري بالمنطقة المغربية، كما حدث تاريخيا في : الجزائر (1830-1962)، وتونس (1881-1956)، والمغرب (1912-1956)، بما في ذلك "سبتة" و"مليلية"، إلخ.، المحتلتين من طرف  الإسبان لحد الآن. لذا ف"الحريق" (L’incendie) باستقطابها أوخر المرحلة الاستعمارية، تجسد الوعي القومي المتطور في النص الروائي المغاربي المعبر باللغة الفرنسية، وهو ما بلوره عكسيا نص "جبل الوزال" (Le Mont des Genets)، لمراد بوربون، فيما بعد :

4- "جبل الوزال" (Le Mont des Genets)، لمراد بوربون (الجزائر : 1962) :

     وبناء على التسمية، والكناية عموما في النص الصريح غير المباشر من المتن أ./أ.ب: 4) ، أي في غياب أي ذكر اسمي : ل "سبتة" و"مليلية"، إلخ.، بشكل صريح مباشر (حرفيا) في النص تعود رواية "جبل الوزال" (Le Mont des Genets)، لمراد بوربون (الجزائر) التي تشكل نفس الوجه (2) لجدلية الواقع/ الخيال (النص التاريخي/ النص الروائي)، ضمن "إشكالية تاريخ سبتة ومليلية ومعركة وادي المخازن : بين الصليبية والاستعمار"، مع تغيير في الاستقطاب بالنسبة ل"الحريق" (L’incendie)، وذلك بالتركيز على بداية المرحلة الاستعمارية، بدل أواخرها من منظور تعاقبي، وهو ما حول عنصر "الصليبية" إلى مكون ضمني، خلافا لما كان عليه في الوجه (1) للجدلية : وذلك من خلال الأسماء التالية : "صبيحة العيد/ "المعمرين"، و"كاليدونيا الجديدة" (Nouvelle Calédonie)/ "العبودية"، و"القوة كقانون"/ "الحق"، و"العرق"/ و"اللامساواة"، و"الإنسانية"/ و"ما دون الإنسانية"، إلخ. وهو تجسيد لأحداث ثورة "الباشا آغا الحاج محمد المقراني" (1871) ضد سياسة اضطهاد الأهالي، وتوطيد الحكم الفرنسي على يد حكومة كامبيتا (1838-1882)، حتى استشهد، يوم 5 مايو 1871، وخلفه على رأسها عمه الشيخ أبو مرزاق إلى أن تم سحق هذه الثورة على يد الجيش الفرنسي العائد من الأسر بألمانيا، بعد حرب السبعين[22]. 
      وكانت المجزرة التاريخية التي وصفها علال الفاسي، في "الحركات الاستقلالية في المغرب العربي"، والتي نجد كنية عنها في "كاليدونيا الجديدة" (Nouvelle Calédonie) في الرواية، إذ كتب علال الفاسي قائلا : "وبعد أن استسلم الثوار، حكم على ستة آلاف منهم بالإعدام، وأقصي أبو مرزاق، والشيخ الحداد [شيخ الطريقة الرحمانية الدرقاوية] وابناه محمد وعزيز إلى جزيرة "كاليدونيا الجديدة" la) (Nouvelle Calédonie  في المحيط الهادي، ومعهم خمسمائة من أعيان الثوار، واستمروا في هذا المنفى القصي حتى ماتوا جميعا. أما الجزائر نفسها فقد حكم عليها بغرامة قدرها ستة وثلاثون مليونا من فرنك ذلك الوقت. ولما عجزت القبائل عن دفعها قرروا مصادرة أملاكهم وإجلائهم عنها، وإحلال مهاجري الألزاس واللورين (l’Alsace-Lorraine) الذين اختاروا الحكم الفرنسي فيها[23]." وهكذا، يبرز النص الروائي مرة أخرى، في "جبل الوزال" (Le Mont des Genets)، الوجه (2) للجدلية : الصليبية/ الاستعمار/ تصفية الاستعمار، ضمن جدلية الواقع/ الخيال في النص، في قول السارد على لسان والده :

       "يا رجال، من منكم رفض العمل أبدا، ولو بأجر جوع، على أرض كانت لكم في سالف الأزمان؟ أجيال أولاد سيدي الشيخ سقوا هذه التربة بعرقهم، وهذا لم يتغير. لم يكفهم أن جعلوا منا أجانب على أرض آبائنا، بل يريدون أن يسرقوا عملنا. " (ص.81) (...).
وأحيانا يحدث أن ينسوكم أنكم بشر، وأي بشر أنتم ! أنت، صلاح بورويس، يقول مشيرا إلى رجل ضمن الحضور، البقعة التي شيدت عليها هذه العمدية يملكها أبوك، وقد مات في زوبعة بارود، دفاعا عنها. أنت، عمر الديارو، عظام أبيك المقصي تبيض حتى الآن في كاليدونيا الجديدة la Nouvelle) (Calédonie ".
      بشير سيدي على، وجدت أخاك، ورأسه مهشما، بجانب حقله، ودفنته ليلا ككلب: لأنه قال لا  للعبودية ! وماذا يطلب منكم، أن تنحنوا زيادة لكي تنزل جباهكم إلى أسفل من الأرض. لهم قوتهم كقانون، ويدعون فرضها: لكن لديكم الحق: الحق يعلو ولا يعلى علية (قرآن).
اخشوا أن هذا الخبز الذي تريدون أن تربحوه بأي ثمن أن يصعد إلى حلق أطفالكم برائحة أجدادكم المقتلين الحادة، وأن يوما أمام دناءتكم، يصل بهم الأمر إلى المرور على أجسادكم لتحرير أنفسهم (...).
سيدي العميد، المرتدون ينظر إليهم بسوء حتى من طرف الذين يزكونهم. تعرضون علي، مجرى حياة باشا أغا، ولكن الباشا أغوات، في قرارة أنفسكم، تزدرونهم (...).
علمني (شهيد) بعض نخوة عرقي، لأن الأمر يتعلق جيدا بالعرق بالنسبة إليكم، أما فيما يتصل بالباقي، عندما يحدقون في عيني، أبدا لن تفكروا بأني مساو لكم. لا تبحثوا لي عن مكان في صفوف ما دون الإنسانية الذين يزحفون عند أقدامكم[24]." (ص.82).

       ويتمحور هذا النص حول اسمين . اسم علم مكان : "كاليدونيا الجديدة" (Nouvelle Calédonie)، واسم لقب شخص "باشا أغا" كرمز لجرم استعماري فرنسي ضد الوطنيين الجزائريين الذين طالبوا إلى غاية (1919) بالحصول على كامل الحقوق المدنية، وإصلاح أحوالهم الاجتماعية (حسب المبادئ الولسونية (1918)، إلخ. وهو تجسيد آخر للوجه (2) لجدلية الواقع / الخيال : الصليبية/ الاستعمار/ تصفية الاستعمار (الصليبية/ "المرتدون"، كناية في النص).
وهكذا فإن استقطاب بداية المرحلة الاستعمارية في النص يجعل إشكالية تاريخ سبتة ومليلية، إلخ.، تأخذ بعدا تعاقبيا : بداية/ أواخر بدل التزامن الأصلي، ضمن جدلية الواقع/ الخيال في المتن المدروس (الوجه (1)، الوجه (2): أ./أ.أ./أ.ب). وهو ما مثلته تاريخيا : "ثورة الباشا أغا الحاج محمد المقراني" / كامتداد ل"معركة وادي المخازن"، و"معركة إيسلي"، و"حصار مليلية"/ "وهران"، إلخ.، كمرحلتي وعي لرد غزو (صليبي/ استعماري)، لتدجين (الأوربي/ للأهلي)، كما جاء في مقال عبد الكريم غلاب، لهزم (الصليب/ للهلال)، في قوله :
"الفكر الاستعماري ظل ممتزجا بالفكر الصليبي حتى ما بعد منصف هذا القرن [القرن العشرين]. وما نزال نذكر تصريح جورج بيدو [Georges Bidault]  وزير خارجية فرنسا بعد نفي محمد الخامس (l’exil de Mohamed V)، رحمه الله، سنة 1953: اليوم انتصر الصليب على الهلال وإلى الأبد. ومثل هذا الكلام أو قريب منه قاله الجنرال الفرنسي الذي احتل دمشق بعد الحرب العالمية الأولى[25]."  على أن النصوص الصريحة المباشرة من المتن الروائي المغاربي المعبر باللغة الفرنسية مثلت لحد الآن وجهين لجدلية الواقع/ الخيال بها، وهما: الصليبية / الاستعمار (أ/أ.أ.. 1،2)، والصليبية / الاستعمار/ تصفية الاستعمار (أ./أ.ب.: 1،2،3،4)، إلا أن النصوص الملحمة (ب)، شخصت، كما سيأتي، وجهين آخرين، هما : الوجه القومي، والوجه الدولي لنفس الجدلية: (3) و(4).

ب- النصوص الملمحة :
 
  وبطرحها إشكالية تاريخ سبتة ومليلية ومعركة وادي المخازن، إلخ.، من جانبي الاستعمار القومي/ الاستعمار الدولي، تطرح نصوص الرواية المغاربية المعبرة باللغة الفرنسية الملمحة (ب)، عكس النصوص الصريحة (أ) دور التسمية الجزئية غير المباشرة، في النصوص الملمحة المباشرة،  لاستقطاب مرحلة الاستعمار القومي (ب./ب.أ)، والتسمية النكرة الشمولية في النصوص الملمحة غير المباشرة لاستقطاب مرحلة الاستعمار الدولي (ب./ب.أ)، وذلك ضمن إشكالية تاريخ "سبتة" و"مليلية"، إلخ.، ومن منظور تزامني / تعاقبي متكامل لجدلية الواقع/ الخيال، من خلال وجهيها (3) و(4): الصليبية/ الاستعمار/ تصفية الاستعمار القومي، والصليبية/ الاستعمار/ تصفية الاستعمار الدولي. وهي جدلية حتمية جان ريكاردو (Jean Ricardou)  في "الرواية الجديدة: الأمس، اليوم" Nouveau) (Roman : hier, aujoud’hui ، حيث يقول : "أن يكون الشيء قابلا للمعرفة بعني ما أن تلك هي الوظيفة المرجعية (..). وادعاء إلغاء شيء، هو التعرض بجعله أحيانا ينبعث في الظهر[26]." وهو ما يمكن معاينته عبر شكلين  من صنف النصوص الملمحة: النصوص الملمحة المباشرة، (ب/ب.أ: 1،2)، وغير المباشرة (ب/ب.ب: 1،2) التالية :

     ب.أ- النصوص الملمحة المباشرة :

       وبالضبط، فإن النصوص الملمحة المباشرة ضمن إشكالية تاريخ "سبتة" ومليلية"، ومعركة وادي المخازن : بين الصليبية والاستعمار، تعتمد التسمية الجزئية عن الموضوع بالكناية، والبدلية بالدرجة الأولى – كناية بالإسم العلم، وبدلية بعضية بالاسم النكرة غالبا، إلخ. – وذلك من خلال رويتي ، "الطلاق" (La Répudiation) لرشيد بوجدرة (الجزائر)، و"بساتين الشمال" (Les jardins du Nord)، لسعاد كلوز (تونس).

1- "الطلاق" (La Répudiation) لرشيد بوجدرة (الجزائر: 1969) :
   
     ويلتقي الأمر في "الطلاق" (La Répudiation) لرشيد بوجدرة (الجزائرة)، بجدلية الصلبية/ الاستعمار/ الاستعمار القومي، الوجه (3) لجدلية الواقع/ الخيال في المتن المعتمد، ضمن إشكالية "تاريخ سبتة ومليلية ومعركة وادي المخازن: بين الصليبية والاستعمار"، وذلك من منظور تعاقبي/ تزامني في آن واحد، واستقطاب مرحلة ما بعد الاستعمار عموما. ويتميز النص الملمح المباشر بالتسمية الجزئية النكرة: ك"مدينة عربية"، / "مدينة أوربية"/ "الحي اليهودي"، و"العرب"/ "المعمر"، و"القضاة الفرنسيون"/ "العرب المشبوهون"، والاسم العلم للأشخاص: "زنقة ميشليي" (rue Michelet)/ "شارع تليمي" (Boulevard du Télémly) ، "الآنسة ليفي" (Mlle Lévy)/ "السينغاليون" (les Sénégalais)، وأسماء المدن : "لبيار"/ "سطيف"، وتواريخ ك "ماي 1945"، إلخ. وفي النص تلميح مباشر ل"مذبحة 8 ماي 1945"/ "ماي 1945 بالجزائر".

ويوازي ذلك في : "الحركات الاستقلالية في المغرب العربي"، قول علال الفاسي . "إن 8 مايو هو اليوم الذي احتفلت فيه الأمم الديمقراطية كلها بعيد النصر بعد عراك خمسة أعوام تكبدت فيه الإنسانية من الخسائر في المال والأنفس والضمائر ما لم يسبق أن جرى مثله في العالم منذ بدء الخليقة إلى اليوم.[27]".

  ولدى خروج الجزائريين للتظاهر كأمة مشاركة في هذا الانتصار، يحملون راية بلادهم، قام المستعمرون بارتكاب مذبحة في حقهم، وأدا لأملهم في بعض الدول للقومية الجزائرية والبقاء على استعمارهم قوميا من طرف فرنسا". ويضيف علال الفاسي بعد ذلك : "ولم تكن هذه المعارك في مكان واحد، بل كانت في جهات متعددة، وأهمها سطيف، وأفظعها قالمة، حيث اصطيد آلاف الشبان المسلمين، وسيقوا أفواجا إلى المذبحة، وقتلوا رميا بالرصاص.."، وفي هذه المجزرة يقول سارد "الطلاق"  (La Répudiation) :

   "اختراق المدينة العربية (la ville arabe) ليس لعبة طفل. التوقف. الخبط... في عين المكان. ثم الحي اليهودي(le quartier juif) . النساء لا يرتدين حجابا. يستغوين السنغاليين (les Sénégalais)، منذ ماي 1945 (...). المدينة الأوربية، دائما أكثر نساء. طرق نظيفة. منظمة. مقاهي لامعة (...). هاهنا سحقت عمة عجوز لي من طرف معمر، كان في مقود سيارته. كانت مسنة جدا وجاءت من قسنطينة: محطة آغا، زنقة ميشلي (rue Michelet) ، شارع تليملي (Boulevard Telemly)، (...). إذن العمل على ألا يسحق المرء من طرف بن معمر! من جهة أخرى ربح أبي الدعوة المرفوعة ضد المسؤول عن الحادث. كل القضاة الفرنسيين كانوا أصدقاء لأبي رغم أرائه السياسية الفاصلة قطعا، سيل السيارات (...). وعدم الجري لأنه يطلق النار تلقائيا بمجرد رؤية العرب المشبوهين يركضون، وقد تحدث لنا الأب بما فيه الكفاية عن قلمة (Guelma)، وسطيف(Sétif) ." (ص.234-239).
       
  ومن هنا يكون التلميح المباشر في نص "الطلاق" (La Répudiation) إلى "يوم 8 ماي 1945" استقطابا لمرحلة الاستعمار القومي / الوعي القومي في جدلية الواقع/ الخيال في النص الملمح المباشر، بواسطة التسمية الجزئية. "السنغاليون" / "منذ 1945"، في منظور تزامني / تعاقبي للوجه المرحلي (3) للجدلية: الصليبية/ الاستعمار/ تصفية الاستعمار القومي، وهو أيضا تمثل لإشكالية تاريخ "سبتة" و"مليلية"،.، في النص كذكر : "السنغاليين"/ "الجيش الفرنسي"، في مذبحة "ماي 1945" بالجزائر، ومذبحة " 17 أبريل 1947" بالدار البيضاء"، ضد السكان العزل، بحي بن مسيك، بالمغرب. وهي التي قال عنها علال الفاسي : "وقد بلغ مجموع القتلى والجرحى في هذه المأساة التي انتقم فيها الجيش الفرنسي [من السنغاليين] من الوعي القومي ألفي شخص مغربي بريء.[28]". ونجد لهذه الإشكالية نفس الوجود في الرواية التالية ، لكن بشكل أوثق في "بساتين الشمال" (Les jardins du Nord)، لسعاد كلوز (تونس).

2- "بساتين الشمال" (Les jardins du Nord)، لسعاد كلوز (تونس : 1982) :

       غير أن رواية "بساتين الشمال" (Les jardins du Nord)، لسعاد كلوز (تونس)، أحدثت في إطار النصوص الملمحة المباشرة تحولا من حيث دقة، وقوة التداخل : تونس (1945)، / المغرب (سبتة، إلخ.) خلافا لما في "الطلاق"  (La Répudiation)، من خلال : "المدينة العربية"/ "المدينة الأوربية"، ضمن الوجه المرحلي (3): الصليبية / الاستعمار/ تصفية الاستعمار القومي المتمحور حول (ماي 1945) بالمنطقة المغاربية – انطلاقا من الجزائر بدل تونس هنا في "بساتين الشمال" (Les jardins du Nord). وهو استقطاب على مستوى التخيل الروائي لسنة 1945 محليا (الجزائر: "الطلاق" La) (Répudiation، وتونس : "بساتين الشمال" (Les jardins du Nord)، وقوميا (تونس/ الجزائر/ المغرب: "سبتة"، و"مليلية"، إلخ.). ويسجل على مستوى النص الأخير مزج مرجعي بين حدثين تاريخيين مختلفين، هما : "نقل [فرنسا] باي تونس سمو منصف بالطائرة معتقلا إلى "بو"، في أكتوبر 1945"/  و"زيارة ملك المغرب، محمد الخامس، يوم 18 يونيو 1945، إلى باريس على متن سفينة "لوكلوار"(Le Gloire) ، لحضور احتفلات، واستعراض الفرق المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، إلى جانب الجنرال دي غول، بصفته "رفيق التحرير"، بالنسبة لفرنسا، وأوربا المحررة بمساعدة المغاربيين (les Maghrébinsوعلى رأسهم (هنا) المغاربة  [les Marocains]، على وجه الخصوص.  

     ونقرأ في هذا الصدد في "الحركات الاستقلالية في المغرب العربي"، ما يلي : "وفي 14 مايو 1943 أعلن الجنرال جيرو (H. Giraud) خلع سمو المنصف، بالرغم من أن سموه أعلن في الوقت المناسب حياده، ورفض كل عروض الألمانيين، ونقل الباي بالطيارة إلى (الأغواط)، في الصحراء الجزائرية، تم إلى (نيس)، وأخيرا إلى (بو) في أكتوبر سنة 1945، حيث بقي معتقلا إلى أن قضى نحبه شهيدا الشهامة الوطنية، يوم فاتح سبتمبر 1948م[29]."

   وقد جاء في النص الروائي "بساتين الشمال" (Les jardins du Nord)، ذكر "الباي"/ "الجنرال جيرو" (Giraud)/ "الجنرال دي غول" (de Gaulle)،وسفينة "لوكلوار" (le Gloire) وعظام التونسيين"/ و"مستعمرونا"، و"إفريقيا الشمالية" (l’Afrique du Nord)/ و"تونس الفرنسية"، و"استعراض 14 يوليوز"/ و"زيارة ألمانيا"، مسبوقة بتاريخ 11 يوليوز 1945، إلخ.، كما جاء على لسان السارد أسفله :

   "كان على الداي المجيء إلى بنزرت... بالضبط يوم 11 يوليورز 1945، كان عليه المجيء إلى بنزت. ومن هناك الإبحار إلى فرنسا على متن سفينة رائعة "لوكلوار"  (le Gloire). وقد يصاحبه الكاتب العام للحكومة السيد "كروماند" (Grommand)، وقد يسبقه  المقيم العام الجنرال ماست (Mast)، إلى باريس، منذ 5 يوليوز لاستقباله بها. وسوف يستقبل الباي من طرف الجنرال دي غول de) (Gaulle، وهما معا سيحضران استعراض 14 يوليوز، وقد نص في البرنامج حتى على زيارة لألمانيا، حيث كثيرون من التونسيين تركوا جلدهم وعظامهم... بالمعنى الحقيقي. لذلك لزم على مستعمرينا القيام بإيماءة نحو إفريقيا الشمالية (l’Afrique du Nord) اللطيفة هذه (وبنزرت إذن...) التي مكنتهم (وحدها لم تكف، وهذا لا داعي لقوله...) للتغلب على المحور... ثم، مصاصة بعد هذا الجرح الصغير (هذه النزفة، نعم، لحربين) لأنهن هكذا، حسب الزيارتين للداي إلى أوربا، شرف منح إياه، حقا." (ص.54، 57).

   ومرة أخرى، يتأكد في النص الملمح المباشر من المتن الوجه (3): الصليبية/ الاستعمار/ تصفية الاستعمار القومي، لجدلية الواقع/ الخيال، في إشكالية تاريخ سبتة ومليلية، إلخ.، بإضمار (الصليبية) واستقطابه حول (سنة 1945) كمرحلة  تاريخية متقدمة بالمنطقة المغاربية، وضرورة تصفيته منها، بما في ذلك سبتة ومليلية، إلخ.، لا كحصيلة استعمارية، ولكن كاستعمار قومي أجنبي، لوجود قومي وطني مستقل، إلا أن الوجه (3) لجدلية الواقع/ الخيال، في "الطلاق"  (La Répudiation) لبوربون، و"بساتين الشمال" (Les jardins du Nord)، لكلوز، اللذين جسدا الوعي القومي بخطورة الاستعمار القومي، بدل الوجه (1): الصليبية/ الاستعمار، والوجه (2): الصليبية/ الاستعمار/ تصفية الاستعمار، اللذين شخصا مرحلتين تاريخيتين متجاوزتين، جعلته يتدرج من منظور تزامني، ومنظور تعاقبي، فمنظور تزامني/ تعاقبي متكامل أخيرا. وهكذا يأتي الوجه (4) بجدلية الواقع/ الخيال في إشكالية تاريخ سبتة ومليلية، إلخ.، ليشمل ضمن النصوص الملمحة غير المباشرة (ب./ب.ب: 1،2) الاستعمار الدولي من خلال وجه (4) : الصليبية/ الاستعمار/ تصفية الاستعمار الدولي، في المنطقة المغاربية، والعالم عموما.
    ب.ب- النصوص الملمحة غير المباشرة :

    إن النصوص الملمحة غير المباشرة الواردة في هذا الجزء من المتن المدروس هنا لا تتميز النصوص الملمحة المباشرة قبله (ب./ب.أ: 1،2) إلا من حيث اقتصارها على تسمية شمولية تتصل، إما بتاريخ المنطقة عموما، في مواجهة الاستعمار الدولي  le colonialisme international/ supra-)  (national ، قديما وحديثا في : "تمثال الملح" (La Statue de sel) لألبير ميمي- أو الصليبية والاستعمار قديما وحديثا -، و"سعر في الأحشاء" (Rage aux tripes)، لمصطفى التليلي – وذلك على المستوى الكوني بالدرجة الأولى في هذا الجزء من المتن الملاحظ حاليا. وكما سبق القول، فإن النصوص الملمحة غير المباشرة ترتكز على التسمية الشمولية المبنية هي الأخرى على الكناية والبدلية، كما في النص، أولا، "تمثال الملح" (La Statue de sel) لألبير ميمي التالي :

1- "تمثال الملح" (La Statue de sel) لألبير ميمي (تونس: 1953) :

     يبدو أن الغزو الاستعماري الدولي المتعاقب على المنطقة المغاربية أخذ في ذاكرة سارد "تمثال الملح" (La Statue de sel) لألبير ميمي (تونس) شكل صورة أممية، شبه تخيلية بولوجه دوامة (النسيان / الذاكرة/ الخلط) لاستحضار ما هو قومي، واستعماري دولي، وغيره بها: ك"الفينيقيين"، و"البربر"، و"العرب" من جهة، والاحتكارات الاقتصادية المتعددة القومية الجديدة فيها من جهة ثانية. ومن هنا جاء الوجه (4) لجدلية الواقع/ الخيال، في نص رواية "تمثال الملح" (La Statue de sel) لألبير ميمي الملمح غير المباشر : الصليبية / الاستعمار/ تصفية الاستعمار الدولي الاقتصادي، في إشكالية تاريخ "سبتة" و"مليلية"، إلخ.، كوعي قومي تاريخي[30]/ مرحلي لهذه الجدلية التناصية cette dialectique) (intertextuelle من جهة، وإشكاليتها المزمنة (sa problématique chronique) من جهة ثانية. ومن ذلك ذكره ل"الفينيقيين"، و'الرومان"، مرورا ب"البربر"، و"العرب"، إلخ.، كمرجع قومي، ولشركات "شيل" (Shell )، و"أويل" (Oïl)، إلخ.، كمثال اقتصادي للاستعمار الدولي بمدينة "تونس" (Tunis). وقد عبر السارد موردخاي  (Mordekhaï) عن ذلك ، بقوله :
     "أيتها المدينة الفاجرة، ذات القلب المجزأ، من الذي لم يتخذك أمة له؟ عندما عرفت قليلا من التاريخ، أصبت بالدوار؛ فينيقيون (Phéniciens)، رومان (Romains)، وندال (Vandales)، بيزنطيون (Byzantins)، برابرة (Berbères)، عرب (Arabes)، إسبانيون (Espagnols)، أتراك (Turcs)،  إيطاليون (Italiens)، فرنسيون (Français)، ونسيت بعضهم [كالبرتغاليين]، والمفروض أني أخلط بينهم. خمس مائة خطوة من التسكع ونغير الحضارة. هذه المدينة العربية، بيوتها ذات الواجهات المغلة، وممراتها الطويلة من الصمت والظل تنفذ على الجموع المتكتلة، والأزقة اليهودية النشطة، القذرة، المعتادة، المحفورة بالورشات، والحوانيت، والحانات المكدسة نحو الأفضل ببيوتها المعوجة؛ صقلية صغيرة حيث البؤس ينتظر على عتبة الأبواب. وفنادق المالطيين (les Maltais) الجماعية، وغريب الأوربيين  المتكلمين العربية، من جنسية أبريطانية، والكنيسة الروسية، نقوش وقبب، صورت مساء حلم موسكوفي، والقطار الصغير البلجيكي الكهربائي النظيف، نقي كداخل منزل فلاماني، وبنايات "استندار أويل" la) (Standard Oïl،  والمطار والمقبرة الأمريكية، مواد متطورة، جيبات وشاحنات في خدمة الموتى قصرا، وشركة شيل (la Shell Company)، أو البترول الإنجليزي، وإقامة سفراء جلالة الملكة البريطانية؛ وهذه بيوتات المرعيين الفرنسيين، سطوح مكسوة بالقرميد الأحمر، وبساتين مغروسة بالملفوفات، تماما كما في الأغنية.[31]" (ص.87-88). 

     ويبدو مما سبق أن مظاهر الاستعمار الدولي الاقتصادي بتونس العاصمة (قبل انفتاح العولمة الحالية) لا يعدو أن يكون مجرد تسمية شمولية للاستعمار الدولي الاقتصادي بالمنطقة المغاربية الذي امتد منذ الصليبية إلى الآن عبر إشكالية تاريخ سبتة، ومليلية، إلخ. – البابا/ تجار الموانئ/ كما سبق ذكره أعلاه. وهو ما مهدت له الصليبية والاستعمار معا. وقد أشار علال الفاسي في "الحركات الاستقلالية في المغرب العربي"، إلى "نظام الباب المفتوح" في معاهدة الجزيرة La conférence) (d’Algésiras، بأن : "سياسة الحماية في الجبائيات أدت إلى جمع الكثير من رؤوس الأموال  الأجنيبية في المغرب، لكن التسهيل الذي استفادت منه الرأسمالية الأجنبية لم يكن على ظهر المستهلكين الذين يكون الأهالي أغلبيتهم الساحقة[32]... ". وهذا مأعرب عنه فرانز فانون (Franz Fanon)، من جهته، في كتابه : "المعذبون في الأرض" (Les damnés de la terre)، داعيا لإحلال الإنسانية محل هذا الاحتكار والتطاحن، مشيرا إلى أن : "العالم الثالث لا ينوي تنظيم صليبية مجاعة شاسعة ضد كل أوربا. فما ينتظره من أولائك الذين أبقوه في العبودية خلال قرون، هو أن يساعدوه على إعادة اعتبار الإنسان، والانتصار للإنسان في كل مكان، لآخر مرة[33]." وبالمقابل، فقد ورد في رواية  "سعار في الأحشاء" (Rage aux tripes)، لمصطفى التليلي، استقطاب سياسي للوجه (4) لهذه الجدلية، يمكن تمثله في : الصليبية/ الاستعمار/ تصفية الاستعمار الدولي السياسي (ب./ب.ب:2)، بدل الاقتصادي سابقا (ب/ب.ب:1)، كما في "تمثال الملح" (La Statue de sel) لألبير ميمي. ويتجسد ذلك في "سعار في الأحشاء" (Rage aux tripes)، كالآتي :

2- "سعار في الأحشاء" (Rage aux tripes)، لمصطفى التليلي (تونس: 1975) :

      وتأخذ جدلية الواقع / الخيال، وإشكالية تاريخ سبة ومليلية، إلخ.، في النص الملمح غير المباشر، عبر مثال "سعار في الأحشاء" (Rage aux tripes)، لمصطفى التليلي (تونس) شمولية زمنية امتدت من "القديس توماس الأكويني" /Saint Thomas d’Aquin ، (1225-1274)، إلى اليوم، وذلك من خلال تسميات شمولية،  مثل : "معذبي الأرض"، و"شعوب إفريقيا"، وآسيا، وأمريكا اللاتينية"، و"الأقلية السوداء في الولايات المتحدة الأمريكية" (1492، إلخ.)، مرورا ب"الغرب" (l’Occident)، إلخ. ونظرا للعلاقة الوثيقة بين الصليبية والاستعمار على العموم من جهة، وكون الاستعمار السياسي الدولي، استقطاب لمرحلة الاستعمار الدولي الاقتصادي أيضا، من جهة ثانية، وذلك لقيامهما على الحرب لا على السياسة السلمية، فإن "القديس توماس" (Saint Thomas) ، أفتى ضد الصليبية، حسب ما جاء في كتيب "التزامن بين الحروب الصليبية وألف ليلة وليلة" لعبد الغني الملاح، أمام فضيلة التسامح الإسلامي آنذاك : "وكنتيجة حتمية لمثل هذا التعامل ظهر في أواخر الحروب الصليبية "سان توماس"، 1225-1274، الذي يعتبر من أكبر فلاسفة الكنيسة الكاثوليكية، فاعتبر الحرب (معصية دينية)، مستندا إلى قول "القديس بولس" (لا تصبّوا جام انتقامكم يا إخواني الأعزاء على الأعداء، ودعوا الغضب يذهب عنكم).[34]"

      إذ أن نص "سعار في الأحشاء" (Rage aux tripes)، يقوم على نفس الوجه (4) لجدلية الواقع/ الخيال، مع استقطاب لمرحلة تصفية الاستعمار الدولي السياسي، وكما ورد على لسان السارد في "رسالة الإيراني" (La lettre de l’Iranien) :

     "أمثال مارتان  لوثر توماس (Les Martin Luther Thomas)، هؤلاء الزنوج البيض، كان من اللازم، منذ وقت طويل، إخضاعهم للمعالجة الفاضحة للأوهام التي جئت لإعطاء مثال ساطع عنها، لأنه، بالفعل، ما هو المشكل؟ إنه بسيط، رأيي، جد بسيط: يتعلق الأمر بمعرفة هل في مشروع خلاصنا، نحن معذبو الأرض، شعوب إفريقيا(l’Afrique) ، وآسيا(l’Asie) ، وأمريكا اللاتينية(l’Amérique latine) "، و"أقلية الولايات المتحدة الأمريكية (les Etats-Unis d’Amérique) السوداء" ، علينا أن نأمل أي شيء أيا كان من الغرب (l’Occident)، حتى أني سأقول : لدينا فعل أي شيء أيا كان مع الغرب، العدو القاتل، عدو دائم، هو الذي حاول على مدى قرون تلغيمنا حتى أعمق كياننا، في أكثر الأحيان عنفا، لكن أحيانا أيضا، خصوصا في أيامنا، تحت الأشكال الأكثر خداعا.[35]" (ص. 165).

      وتصل هنا مقاربتنا التناصية (notre approche intertextuelle) لجدلية الواقع/ الخيال في إشكالية تاريخ سبتة ومليلية، إلخ.، إلى آخر مرحلة من تطورها في المتن الروائي المغاربي المعبر بالفرنسية، باستقطابها الوجه (4): الصليبية/ الاستعمار/ تصفية الاستعمار الدولي، بقطبيه : الاقتصادي (ب./ب.ب:1)، والسياسي (ب./ب.ب:2)، من منظور تزامني / تعاقبي متكامل.

      وهكذا تكونت وجوه جدلية الواقع/ الخيال (1،2،3،4) في المتن المدروس الروائي المغاربي المعبر بالفرنسية المدروس، وعرفت تدرجا في الوعي القومي الوطني نظريا في المنطقة، كما أنها أبرزت تخلفا تطبيقيا مزمنا في الوعي الاستعماري الدولي بها. وقد كتب علال الفاسي في "الحركات الاستقلالية في المغرب العربي"، حول تجاوز المغرب تاريخيا إشكالية هذه الجدلية، بقوله : "ولئن اضطر المغرب للانزواء على نفسه في العهد الأخير للدفاع عن حريته فإن التاريخ يثبت أنه كان كلما أحس القوة من نفسه اتبع سياسة خارجية حرة، وربط علاقات حسنة مع مختلف الشعوب الأجنبية." كما برهن على ذلك احتضان المغرب ليهود الأندلس، ضحايا الصليبية، وروح التعاون والتسامح التي عرف بها مع غيره من الدول والطوائف داخليا وخارجيا إلى أن يقول، من خلال المنظور القومي الذي يمثله :

    "لكن هذا التعاون والتساند لا يراهما ممكنين إلا في دائرة الاعتراف للمغرب بكامل حقوقه، وبمقتضى أصول العلاقات الدولية التي وضعتها وثيقة الأطلسي، ومقررات الأمم المتحدة[36]". وعليه فإن النصين الروائيين الأخيرين الملمحين غير المباشرين يكونان قد شكلا الوجه (4) المستقطب لمرحلة الاستعمار الدولي الاقتصادي والسياسي عبر : "المدينة الفجرة" (ب./ب.ب.:1)، و"سان توماس"/ "نحن معذبو الأرض" (ب./ب.ب.:2)، كآخر مرحلة تطور الوعي القومي، من حيث النظرية لجدلية الواقع/ الخيال في المتن المناقش، وما حققه تناصيا (intertextuellement) الوجه (4): الصليبية/ تصفية الاستعمار الدولي (الاقتصادي/ السياسي)، دون إدراك من طرف الصليبية  والاستعمار  على العموم، والاستعمار القومي/ الدولي المتحجر منه على الخصوص حاليا بالمنطقة.

      وختاما، لقد دلت هذه المقاربة التناصية (cette approche intertextuelle) لمتن الرواية المغاربية المعبرة باللغة الفرنسية، ومتن مرجعيتها التاريخية (نظريا) على وجود إشكالية عامة ضمنه لتاريخ سبتة ومليلية ومعركة وادي المخازن : بين الصليبية والاستعمار، وتمثلها (تطبيقيا) قي جدلية الواقع/ الخيال على مستوى المتن الروائي المعتمد، وذلك من خلال أربعة وجوه جدلية مرحلية تضم : (1)- النصوص الصريحة المباشرة، من منظور تزامني، والوجه : (أ./أ.أ:1،2) والمتمثل في : الصلبية/ الاستعمار؛ و(2)- النصوص الصريحة غير المباشرة، من منظور تعاقبي، والوجه: (أ./أ.ب:1،2،3،4) المتمثل في : الصليبية/ الاستعمار/ تصفية الاستعمار؛ و(3)- النصوص الملمحة المباشرة، من منظور تزامني/ تعاقبي، والوجه : (ب./ب.أ: 1،2)، المتمثل في : الصليبية/ الاستعمار/ تصفية الاستعمار القومي؛ (4)- النصوص الملمحة غير المباشرة، من منظور تزامني/ تعاقبي، والوجه : (ب./ب.ب:1،2) المتمثل في : الصليبية/ الاستعمار/ تصفية الاستعمار الدولي الاقتصادي/ السياسي، كل ذلك مع استقطاب حول الصليبية تارة، والاستعمار تارة أخرى، إلخ. تجسيدا للوعي القومي الوطني الذي ما فتئت تعكسه. وكما أبرز ف. فانون (F. Fanon)، في "المعذبون في الأرض"  (Les damnés de la terre): "ففي قلب الوعي القومي يرتفع وينتعش الوعي الدولي.[37]". وهو بالتالي تصور جدلي تاريخي سياسي متكامل، في المتن الروائي المغاربي المعبر بالفرنسية، لروائيين من المغرب، والجزائر، وتونس (1953-1985) حول بالأخص : إشكالية تاريخ "سبتة" و"مليلية"، والجزر، إلخ.، التي كان قد اقترح جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني على الحكومة الإسبانية إحداث خلية مشتركة للتفكير في شأنها، وذلك في "خطاب العرش"، ليوم 3 مارس 1987، قائلا : "ولذا اقترحنا على حكومة إسبانيا جارتنا وصديقتنا تشكيل خلية للتفكير في بحث مشكل الجيوب الذي يجب إيجاد حل له في إطار الحفاظ على حقوق المغرب التي لا تقبل التفويت، على المصالح الحيوية لإسبانيا في المنطقة.[38]". 
         
                                                       د. محمد صوصي علوي





[1]  محمد بن عزوز حكيم، "مجلة الجيوب السليبة"، العدد 1، دسمبر 1988، الرباط، مطبعة الساحل، "سبتة : متى وكيف سقطت بيد البرتغال، سنة 818/ 1415، ص. 22؛ و"مليلية : متى وكيف سقطت بيد الإسبان، سنة 903/ 1497"، ص.98-99.
[2]  عبد الكبير الخطيبي، "الرواية المغاربية"، الشركة المغربية للناشرين المجتمعين، الرباط، 1979، ص.15، 29، وجان ديجو (Jean Déjeux)، "الأدب المغاربي باللغة الفرنسية، طبعات نوعمان، كيبيك، كاندا، 1978، ص. 38-40، ومن ذلك المتن الروائي المعبر باللغة الفرنسية المعتمد في هذه الدراسة، والمكون من :
 أ- بالمغرب :
إدريس الشرايبي : "الماضي البسيط" (Le passé simple)، باريس، دونويل، 1954.
عبد الكبير الخطيبي، "الذاكرة الموشومة" (La mémoire tatouée)، باريس، دونويل، 1971.
الطاهر بنجلون، "صلاة الغائب" (La prière de l’absent)، باريس، دونويل، 1981.
ب-الجزائر :
محمد الديب، "الحريق" (L’incendie)، منشورات سوي، 1954.
مراد بوربون، "جبل الوزال" (Le Mont des Genets)، باريس، جوليار، 1962.
رشيد بوجدرة، "الطلاق" (La Répudiation)، باريس، دونويل، 1969.
أسية جبار، "الحب، البرود" (L’Amour, la fantasia)، ج.ك. لاطيس، 1985.
ج- تونس:
 - ألبير ميمي، "تمثال الملح(La Statue de sel)، باريس، كوريا، 1953.
 - مصطفى التليلي، "سعار في الأحشاء" (Rage aux tripes)، باريس، غاليمار، 1975.
 - سعاد كلوز، "بساتين الشمال" (Les jardins du Nord)، تونس، سلمبو، 1982

[3] "الجيبوب السليبة"، المصدر السابق، ص.10، 126.
[4]  المصدر نفسه، ص.34-35.
[5]  عبد الكريم غلاب، "صليبية في الشرق، وصليبية في الغرب"، جريدة العلم، الرباط، "ملحق الفكر الإسلامي"، العدد 86، الجمعة 12 نوفمبر 1993، ص.8. 
[6]  عبد الكريم غلاب، المصدر ذاته، ص.7.
[7]  عبد الغني الملاح، "التزامن بين الحروب الصليبية وألف ليلة وليلة"، بغداد، منشورات دار الجاحظ للنشر، 1980، ص. 20.
[8]  جورج لوكاكش، "نظرية الرواية" (Théorie du roman)، برلين، منشورات غونتيه، 1963، ص. 174.
[9]  رولان بارث (Roland Barthes) في كتابه "درجة الصفر للكتابة" (Le degré zéro de l’écriture)، باريس، منشورات سوي، 1972، ص.25.
[10]  رولان بارث ، المصدر نفسه، ص.27.
[11]  نفس المصدر، ص.27-28. ومن هنا، كان لابد من علاقة
[12]  عبد الغني الملاح، المصدر أعلاه، ص. 8.
[13]  رولان بارث، المصدر السابق، ص. 26-27.
[14]  "قاموس هاشيت مزين" (Dictionnaire Hachette illustré)، باريس، هاشيت، 1992، ص.856؛ ومحمد العلي، "علال الفاسي أب الحركة الوطنية المغربية" Allal El Fassi patriarche du Mouvement national) (marocain، الدار البيضاء، دار الكتاب، 1975، ص.46؛ ومحمد التملي، "أحمد الهيبة"، حريدة'الاتحاد الاشتراكي'، الدار البيضاء، الإثنين 1 مارس 1993، ص.3؛"صلاة الغائب"  (La prière de l’absent) للطاهر بنجلون، المتن المعتمد، ص.120.  .
[15]   "الجيوب السليبة"، ص. 32-33، 49، 96-97.   
[16]  المصدر ذاته، ص.41، 52؛ "قاموس هاشيت" (Dictionnaire Hachette)، ص.1454.
[17]  "الجيوب السليبة"، المصدر، ص. 79، 87، 96، 100-101.
[18]  نفس المصدر، 85، 100-101، 106.
[19]  المصدر السابق، ص. 33-34، 99، و"قاموس هاشيت" (Dictionnaire Hachette)، المصدر، ص. 1454.
[20]  علال الفاسي، "الحركات الاستقلالية في المغرب العربي"، الدار البيضاء، مطبعة النجاح الجديدة، 1992، ص. 97-98؛ و"الجيوب السليبة"، المصدر، ص.87.
[21]  علال الفاسي، المصدر السابق، ص.95، 26-27، "الجيوب السليبة"، ص.87.
[22]  نفس المصدر، ص.8.
[23]  المصدر، ص.9.
[24]  النص مقتطف من : "أنطولوجيا مغاربية" (Anthologie maghrébine)، باريس، هاشيت، 1965، ص. 81-83.
[25]  عبد الكريم غلاب، المصدر أعلاه، ص.7.
[26]  جان ريكاردو،"الرواية الجديدة : الأمس، اليوم" (Nouveau Roman : hier, aujourd’hui)، باريس، 10/18، ص.379-380.
[27]  علال الفاسي، المصدر السابق، ص. 30-31، ، 8-9، 344-345؛ وافتتاحية أحمد العلوي، بعنوان : "1945: جلالة الملك محمد الخامس يلقب رفيق التحرير من طرف الجنرال دي غول" SM. Mohmed V se fait nommer compagnon de la libération par le) (général De Gaule، جريدة "لوماتان"  - خاص Le Matin-) (Spécial، الاثنين 15 غشت 1994، ص.3 – عن "مذكرات الجنرال دي غول"، ج.2 Mémoires du Général) (« de Gaulle », t.II.
[28]  علال الفاسي، المصدر، ص.30-31.
[29]  المصدر ذاته، ص.74.
[30]  "الحركات الاستقلالية في المغرب العربي"، المصدر، ص.294.
[31]  ألبير ميمي، "تمثال الملح" (La Statue de sel)، باريس، نشرات كوريا، 1953، ص.87-88.
[32]  علال الفاسي، المصدر، ص.294.
[33] فرانز فانون (Franz Fanon)، "المعذبون في الأرض" (Les damnés de la terre)، باريس، ماسبيرو، 1970، ص.62. 
[34]  عبد الغني الملاح، المصدر السابق، ص.36.
[35]  جان ديجو وألبير ميمي، "أنطولوجيا الرواية المغاربية" (ANTHOLOGIE DU ROMAN MAGHREBIN)، باريس، نثان، 1987، ص.165.
[36] علال الفاسي المصدر، ص.295-296.
[37]  فرانز فانون (Franz Fanon)، المصدر السابق، ص.175.
[38]  جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، في "خطاب العرش"، ليوم 3 مارس 1987، وكتاب: "انبعاث أمة"، ج.32، الرباط، مطبوعات القصر الملكي، 1407-1408/ 1987، ص. 48-49.