miércoles, 9 de octubre de 2013

مفهوم استمرارية البيعة عند رواد الفكر السياسي بالمغرب : 1908-2012


مفهوم استمرارية البيعة عند رواد الفكر السياسي
بالمغرب : 1908-2012

    لمعانقة "مفهوم استمرارية البيعة عند رواد الفكر السياسي بالمغرب (1908-2012)"، كتب ذ. عباس بوغانم قائلا : "لقد اتخذ نظام البيعة في المغرب نظاما، ومسلكا ثابتين [مفهوم استمرارية البيعة]، وتم تأسيسه وفق قواعد محددة، حيث كان أهل الحل والعقد يبادرون إلى بيعة الخليفة أو الملك بمجرد وفاته، أو خلعه، أو عجزه عن النهوض بأعبائه، إذ يجتمع أولو الأمر من رجال الدولة، من شرفاء، وعلماء، ورؤساء، فيجيلون النظر، ويتبادلون الرأي، والمشورة فيمن يصلح للملك طبق الشروط المنصوص عليها في الفقه الإسلامي، فإذا اختاروه وانعقد عليه إجماعهم، عقدوا له البيعة، أما إذا كان المرشح للملك معهودا له بالأمر في حياة سلفه، أو إذا كان وصل إلى الملك قهرا وغلابا، فإن البيعة تكون مجرد تزكية لعهد أخذ من قبل."، www.s-pol.co.cc، ص.1. ومن بين الاجتهادات حول تحديد مفهوم استمرارية البيعة عند رواد الفكر السياسيي بالمغرب، يمكن استحضار ما يلي :

    1. مفهوم استمرارية البيعة عند ملوك الدولة والزعماء السياسيين بالمغرب (1908-2012) :

   يمكن تحديد مفهوم استمرارية البيعة عند الملوك الدولة والزعماء السياسيين بالمغرب (1908-2012)، من خلال ما صرحوا به، أو اتبعوه في هذا المضمار، وذلك ما يستخلص مما يلي :  

   أ. مفهوم استمرارية البيعة عند ملوك الدولة العلوية بالمغرب (1908-2012) :

   ويتضح جيدا مفهوم استمرارية البيعة عند ملوك الدولة بالمغرب (1908-2012) عبر ما سجل من وقائع تاريخية وتعريفات تصدرها، في العصر الحديث، ملوك الدولة العلوية، منذ بداية ق20، مثل :

*    مفهوم استمرارية البيعة عند ملوك الدولة العلوية بالمغرب مثال جلالة المغفور له الملك المولى عبد الحفيظ (1908-1912) :

   ويسجل جان وولف (Jean Wolf) مفهوم استمرارية البيعة عند ملوك الدولة العلوية بالمغرب، مثال جلالة المغفور له الملك المولى عبد الحفيظ (1908-1912)، بقوله : "عندما اعتلى العرش مولاي حفيظ، يوم 4 يناير 1908، تبعا للبيعة المعلنة من طرف علماء فاس، يلاحظ أن، لأول مرة في تاريخ المغرب، أن هذه الوثيقة السامية للاعتراف بالسلطان، بدلا من أن تقف عند التملقات التي كانت تشكل عموما نسيج هذا النوع من الإعلانات، فإنها فرضت متطلبات، أو على الأقل شروطا شبه قاطعة، وإن كانت محترمة للعاهل الجديد (...).

   فواجبه محدد بوضوح : أن يلغي معاهدة الجزيرة الخضراء، وأن يستعيد الوحدة الترابية، وأن يحصل على الجلاء عن وجدة، والدار البيضاء، وأن يتخلص من المستشارين الأجانب، وأن يمتنع عن الاقتراضات من أوروبا، وأن يستشير ممثلي الشعب في حالة عقد اتفاقيات مع بلدان أخرى، وأن يعتبر المطالب الجبائية للسكان، وأن يقوي العلاقات مع بلدان مسلمة أخرى، انطلاقا من تركيا، ومصر. وفعلا، كما يلاحظ شارل-أندري-جوليان  (Charles-André-Julien)، فأن الاعتراف بالرئيس [السلطان] الجديد للدولة افترض قبول نظاما دستوريا حقيقا." –MAROC:" "LA VERITE SUR LE PROTECTORAT MAROCO-ESPAGNOL، Ed. Ediff-Balland, 1994، ص.93.

*    مفهوم استمرارية البيعة عند ملوك الدولة العلوية بالمغرب مثال جلالة المغفور له الملك محمد الخامس (1927-1961) :

    وحول مفهوم استمرارية البيعة عند ملوك الدولة العلوية بالمغرب مثال جلالة المغفور له الملك محمد الخامس (1927-1961)، يذكر محمد العلمي قائلا : "ولما توفي السلطان مولاي يوسف، كان الجميع ينتظر أن ولي العهد مولاي إدريس، الذي كان معروفا، سيحل محل والده، لهذا، التحق الحاجب اعبابو بمراكش لمرافقة السلطان الجديد مولاي إدريس إلى فاس، خلال السفر. وما أن وصل اعبابو إلى مراكش، حتى قام الصدر الأعظم المقري الذي كانت له معه منافسة شديدة يدعو لمبايعة سيدي محمد [محمد الخامس] من صغار أبناء مولاي يوسف. وقد أقنع المقيم العام الفرنسي، وأمر ابن غبريط بجمع العلماء لمبايعة السلطان الجديد (...). وكان حمادة [محمد الخامس] لا يتجاوز السابعة عشر من عمره، لما اعتلى العرش، في اليوم الثاني من وفاة والده، يوم 18 نوفمبر 1927. ولم تقم أية معارضة بهذه المناسبة في فاس والرباط، وتقرر أن يكون الصدر الأعظم وصيا على السلطان الشاب." – "محمد الخامس"، دار الكتاب، الدار البيضاء، 1975، ص.42. 

   * مفهوم استمرارية البيعة عند ملوك الدولة العلوية بالمغرب مثال جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني (1961-1999) :

    عن مفهوم استمرارية البيعة عند ملوك الدولة العلوية بالمغرب مثال جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني (1961-1999) ورد في "ذاكرة ملك"La) (Mémoire d'un Roi، بقوله ردا على أسئلة إيريك لوران (Eric Laurent) : "هذا الولاء [البيعة] رباط خاص بيني أنا وكل مغربي، الذي علي أن أعتبره عضوا من أسرتي، سواء كان غنيا أو فقيرا، والذي يمكنه اعتبار نفسه كإبني. إنه التزام ديني لملك المغرب، أمير المؤمنين، أن يعتبر نفسه جزءا لا يتجزأ من كل أسرة مغربية. وقد أقول أن هذا أفضل العلاجات ضد الابتذال، والارتياب اللذين تحملهما ممارسة السلطة في إطار النصوص، وفصول الدستور المحددة جيدا." –    La" "Mémoire d'un Roi، Ed. Plon, 1993، ص.94.

   ثم يضيف جلالته حول مفهوم البيعة مبينا : "(...) والبيعة شيء لا يلزم خاصة العبث به؛ وبالفعل فأنا مرتبط أيضا بالتزاماتي اتجاه رعاياي، كما أن هؤلاء مرتبطون بمثل ذلك اتجاهي. فأنا في آن واحد أحد رعاياهم وملكهم، وهذا من الصعب جدا فهمه في الغرب." – المصدر ذاته، ص.95-96.

    وفي نفس الإطار، تنقل أحمد الهيبة اندور عن جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني قوله حول واجب البيعة، ضمن خطابه، بمناسبة ذكرى انطلاق المسيرة الخضراء، يوم 6 نوفمبر 1981 : "والمغاربة يبايعون ملكهم منذ التاريخ القديم، منذ المولى إدريس الأول على الكيفية الإسلامية المشروعة، المعترف بها، والمعروفة من أيام النبي (ص)، يبايعون ملكهم بيعة الرضوان. ولكن مقابل تلك البيعة الملك كذلك يبايع في شكله المغاربة، وذلك حينما يتعهد بضمان حقوقهم، وأول حق عند المغاربة هو الاستمرار في مغربيتهم [استمرارية البيعة بالمغرب]." – "نظام البيعة في المغرب.. مفخرة تاريخ الصحراويين"، www.carimedia.com ، ص.1.

   مفهوم استمرارية البيعة عند ملوك الدولة العلوية بالمغرب مثال جلالة الملك محمد السادس نصره الله (1999) :

   ونقرأ، في الموقع الملكي، عن مفهوم استمرارية البيعة عند ملوك الدولة العلوية بالمغرب، مثال جلالة الملك محمد السادس نصره الله (1999)، ما يلي : "إثر وفاة صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني، رحمه الله، في الساعة الرابعة والنصف من عشية يوم الجمعة 23 يوليوز 1999 – 9 ربيع الثاني عام 1420هـ، نودي بابنه ولي العهد الأمير سيدي محمد ملكا على المغرب، طبقا لأحكام الدستور، وعقد البيعة الشرعية له من الأمراء، والوزراء، ونواب الأمة، وكبار ضباط الجيش، وزعماء الأحزاب السياسية، وغيرهم. وتلا وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد عبد الكبير العلوي المدغري بين يدي جلالته نصها [نص البيعة الشرعية] التالي :

   ’...أنه لما قضى الله بوفاة أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين، وإمام المسلمين في هذا البلد الأمين، جلالة الملك الحسن بن محمد بن يوسف، قدس الله روحه، وطيب ثراه، وعطر بأريج الرحمة مثواه، ولما كانت بيعته الشرعية في أعناق المغاربة جميعا من طنجة إلى الكويرة، وكانت البيعة من الشرع وهي الرابطة المقدسة التي تربط المؤمنين المغاربة بأميرهم، وتوثق الصلة بين المسلمين وإمامهم، وكان فيها ضمان حقوق الراعي والرعية، وحفظ الأمانة والمسؤولية، وسيرا على المعهود في تقاليدنا الملوكية المرعية، والتي بفضلها تنتقل البيعة بولاية العهد من الملك إلى ولي عهده من بعده، فإن أصحاب السمو الأمراء، وعلماء الأمة، وكبار رجالات الدولة، ونواب الأمة، ومستشاريها، ورؤساء الأحزاب السياسية، وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية الموقعين أسفله (...)، يقدمون بيعتهم الشرعية لخلفه ووارث سره، صاحب الجلالة والمهابة، أمير المؤمنين سيدنا محمد بن الحسن بن محمد بن يوسف بن الحسن، جعل الله أيامه أيام يمن، وخير، وبركة، وسعادة على شعبه وبلده، وحقق علي يديه الكريمتين آمال هذه الأمة الوفية المتمسكة بعرشه، والمتفائلة بعهده، ملتزمين بما تقتضيه البيعة من الطاعة، والولاء، والإخلاص في السر والعلانية، والمنشط والمكره طاعة لله عز وجل، واقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، سائلين الله لأمير المؤمنين طول العمر، ودوام النصر، والعز والتمكين.

  وحرر بالرباط في يوم الجمعة تاسع شهر ربيع الثاني 1420، الموافق 23 يوليوز 1999." – "بيعة محمد السادس – مشاهد من تقديم البيعة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله"، www.karimedia.org ، ص.1.     

   وعلى غرار ذلك، نجد مفهوم استمرارية البيعة عند زعماء السياسيين بالمغرب كالتالي:

    ب. مفهوم استمرارية البيعة عند الزعماء السياسيين بالمغرب (1908-2012):

  ويتجلى مفهوم استمرارية البيعة عند الزعماء السياسيين بالمغرب (1908-2012) من خلال الأقوال والمواقف المعبر عنها من طرف هؤلاء كالآتي :

  *  مفهوم استمرارية البيعة عند  الزعماء السياسيين بالمغرب مثال المرحوم الزعيم علال الفاسي (1910-1974) :

   يبرز مفهوم استمرارية البيعة عند الزعماء السياسيين بالمغرب مثال المرحوم الزعيم علال الفاسي (1910-1974) من خلال ما نقله عنه مقال ذ. لحسن بعدي، قائلا : "يتوجه في إحدى مقالاته [أي علال الفاسي] مباشرة إلى السلطان مولاي حفيظ من خلال العبارات التالية : ’بما أن الزمن يدعو إلى الإصلاحات، وأن الشباب الحداثي يتطلع إلى ذلك من أعماق قلبه، وجلالة مولاي عبد الحفيظ، سلطانه الجديد يعرف حتمية ذلك [استمرارية مفهوم البيعة]، لن ندخر أي جهد للمطالبة بهذه الإصلاحات على أعمدة الصحف. ويعرف جلالته أننا منحناه بيعتنا، واخترناه قائدا، والتمسنا رعايته، بمحض رغبتنا، ومن غير إكراه بقوة السلاح. وما فعلنا ذلك إلا أملا في أن يخلصنا من هذا الانحطاط، الذي قذفنا فيه الجهل والاستبداد. فليحقق جلالته أملنا، مبرهنا للجميع، عن جدارا ته، وكفاءته على النهوض بشعبه، وكذا عن إرادته في الإصلاح، وعن كفاءته في أداء مسؤولياته التي قلده شعبه إياها‘." – Mohamed Allal Al-Fassi : Le penseur et le" "combattant"، "Penseurs maghrébins contemporains"، Ed. EDDIF، ص.37-38.

*    مفهوم استمرارية البيعة عند  الزعماء السياسيين بالمغرب مثال المرحوم الزعيم محمد حسن الوزاني (1910-1978) :

  وبشأن مفهوم استمرارية البيعة عند الزعماء السياسيين بالمغرب، مثال المرحوم الزعيم محمد حسن الوزاني (1910-1978)، في كتابه : "الإسلام والدولة أو حقيقة الحكم في الإسلام" Islam et Etat ou la réalité du pouvoir en) (Islam، يوجز ذ. محمد الطوزي، قائلا : "استقرار رؤية سياسية حتمية أولية عند محمد حسن الوزاني، والمرجع الشعبي ليس مكونا لهذه الرؤية (...). والانتخاب من طرف هيئة الحكماء ليس ما يسميه علم السياسة الحديث الاقتراع العام  le suffrage) (universel الذي يشارك فيه كل الشعب وفق مقتضيات دستور الدولة. ويتعلق الأمر حينما نحدث عن انتخاب أهل الحل والعقد باقتراع محدود لدى مجموعة خاصة من الأمة : أهل الاختيار أو الشورة. وهذه الطريقة تشبه الاقتراع المحدود. وأثبتت التجارب السياسية أن الأمر يتعلق هنا بطريقة اقتراع مفيدة (...). ’والحل الذي يوحي به الباحثون في العلوم السياسية يكمن في تبني اقتراع محدود يكون أداة تعبيرا مستقرا للإرادة الواقعية والدائمة للشعب. والاقتراع المحدود يمتاز بأنه لا يتضمن سوى أقلية، نخبة لها آراء وجيهة، وهي مستقرة. وهذا الاقتراع يلعب دور معدل للاقتراع العام. والطريقتان موجودتان في الإسلام. فأهل الحل والعقد لاختيارات الشورى يمثلون الاقتراع المحدود، والبيعة تمثل الاقتراع العام. ويجمع الإسلام بين الطريقتين (ص.82)." – "Mohamed Hassan Ouazzani", in "Penseurs "maghrébins "contemporains، المصدر، ص.240.

    *  مفهوم استمرارية البيعة عند  الزعماء السياسيين بالمغرب مثال المرحوم الزعيم عبد الخالق الطريس (1910-1970) :

     وفيما يخص مفهوم استمرارية البيعة عند  الزعماء السياسيين بالمغرب مثال المرحوم الزعيم عبد الخالق الطريس (1910-1970)، ينقل تاريخيا جان وولف (Jean Wolf)، حدث قيادته بالشمال تجديد البيعة لجلالة المغفور له الملك محمد الخامس، قبل وبعد نفيه من طرف الحماية الفرنسية، في 20 غشت 1953، قائلا : "نشر حزب الإصلاح الوطني، يوم 7 أبريل [1953]، تصريحا يفضح فيه بتفصيل مناورات أعداء العرش [والسلطان محمد بن يوسف]. ويحذر حكومة باريس من العواقب الوخيمة التي يمكن أن تنجم عن ذلك إذا ما استمر الفرنسيون سيرهم في نفس النهج. وفي 18 أبريل [1953]، استدعى الطريس في بيته كبار علماء الشمال، وشرح لهم منهجيا الأخطار التي تحدق بالمصير ، وحتى كذا بحياة محمد الخامس[استمرارية البيعة الشرعية بالمغرب]. ’وأعتقد، قال لهم في الختام، أن أقل شيء يمكن أن نقوم به، هو تجديد وثيقة البيعة التي تم تحريرها عندما أعلن ملكا شريفا [محمد بن يوسف] على المغرب." – MAROC : LA VERITE SUR LE" PROTECTORAT "MAROCO-"ESPAGNOL، المصدر السابق، ص.93.

    وقد كتب الزعيم المرحوم عبد الخالق الطريس حول استمرار مفهوم البيعة للملك الشرعي المنفى جلالة الملك محمد الخامس، وذلك  لدحض فتوى تحريم المقاومة المسلحة من طرف الحماية الفرنسية وأذنابها بالمغرب، وذلك في جريدة "الأمة"، بتاريخ 9-1-1954، مبرزا : "فجاء دور الفتوى [المدبرة من طرف الجنرال غيوم والباشا الكلاوي]، وحاولوا بواسطة أذنابهم أن يؤثروا بتحريف الكلم عن مواضعه على الجماهير المغربية القوية الإيمان، والمتمسكة بأهداب الشريعة السمحاء؛ وقد رد في الحين السهم إلى المفترين، وسارت قافلة المقاومة غير آبهة بالترهات، مجدة مخلصة، ومستهدفة غاية واحدة هي عودة الملك الشرعي [جلالة الملك محمد الخامس] المفوض من قبل شعبه [استمرارية مفهوم البيعة] ليفاتح في الوضع الجديد الذي ينبغي أن تكون عليه العلاقات الجديدة بين المغرب وفرنسا." – "من ثرات الطريس"، مطبعة الرسالة، الرباط، 1970، ص.284.

    2. مفهوم استمرارية البيعة عند المفكرين السياسيين والمؤرخين والبيوغرافيين بالمغرب (1908-2012) :

   ويمكن بالمقابل استجلاء مفهوم استمرارية البيعة عند المفكرين السياسيين والمؤرخين والبيوغرافيين بالمغرب (1908-2012)، وذلك من خلال ما يلي : 

      أ. مفهوم استمرارية البيعة عند المفكرين السياسيين بالمغرب (1908-2012) :

      يستشف مفهوم استمرارية البيعة عند المفكرين السياسيين بالمغرب (1908-2012) مما أبدوه من تصورات وتعريفات نظرية، وعلمية، ومن ذلك على سبيل المثال ما يلي :

   *  مفهوم استمرارية البيعة عند المفكرين السياسيين بالمغرب مثال ذ. عباس بوغالم (1908-2012) :

    ويصف عمليا ذ. عباس بوغالم مفهوم استمرارية البيعة عند المفكرين السياسيين بالمغرب (1908-2012)، من خلال مراسيم توثيقها، وتوقيعها كتابيا ، قائلا : "وبمجرد تعيين الملك الخلف، يقع الإشهاد على ذلك أمام العدول، وأول من يقدم مراسيم المبايعة هم أهل الشورى، متبوعين بالعلماء، والشرفاء، والممثلين لسكان المدن والبوادي، ثم ينادى بالدعاء للملك الجديد بالعز والتأييد، وتتلو ذلك مظاهر الأفراح، ثم ينصب الملك الجديد على العرش المغربي، ولا يقف مبدأ البيعة في المغرب عند حدود مظهره الشعائري، بل يجب أن تكون البيعة عقدا مكتوبا، يشهد فيه عدول الأمة، وقضاتها على المبايعين بالسمع والطاعة للمبايع، أو يكتب المبايعون بيعتهم بأنفسهم، ويذيلونها بإمضاءاتهم. وهكذا يتضح أن المغرب يحتفظ بنظام خاص لبيعة ملوكه ، يمتاز بطابعه المغربي المستقل [استمرارية مفهوم البيعة بالمغرب]، وفق منهج وأسلوب مميز في تنصيبهم للإمام، وأهم أوجه هذا التميز هو اعتماده تقنية العقد المكتوب، حيث يتم تدوين عقد البيعة على طريقة تحرير العقود في أسلوب أدبي يتضمن قواعد البيعة وأركانها، والتزامات كل من الرعية والملك، وتذيل بتوقيعات مختلفة لمختلف الطبقات، والفئات، والإشهاد على ذلك، والإقرار به، كما أشار إلى ذلك صاحب كتاب ’العز والصولة‘." - "إشكالية البيعة بالمغرب بين منطق التعاقد ومنطق الشرعنة"، المصدر ، 1.

  *  مفهوم استمرارية البيعة عند المفكرين السياسيين بالمغرب مثال ذ. محمد الحبابي (1908-2012) :

   ويتشكل، حسب ذ. فتح الله الغازي، مفهوم استمرارية البيعة عند المفكرين السياسيين بالمغرب مثال ذ. محمد الحبابي (1908-2012) من خلال أطروحته القانونية قائلا : "إن الأطروحة الأكثر جدلا هي بالتأكيد أطروحة الحبابي الذي يعتبر استمرارية البيعة عقدا اجتماعيا قائما على توافق إرادة الذي هو مؤهل لوج لقب القيادة العليا (السلطنة) وإرادة الممثليين الضمنيين للأمة (العلماء، والأعيان)، كركن أساسي للسلطة السياسية في دولة [المغرب] ما قبل الحماية (...). وباعتراف الحبابي أن استمرار البيعة لم يكن دائما فعلا إراديا، وهو يقدر أن السلطة المركزية كانت تلتمستها دائما لإقامة نظرية قبول الحكم." – L'ETAT" "MAROCAIN DE LA DEVALORISATION A LA REVALORISATION، LE" "NOUVEAU SIECLE، N°7, Novembre 1993، Ed. Maghrébines، ص.17-18.

   *  مفهوم استمرارية البيعة عند المفكرين السياسيين بالمغرب مثال ذ. عبد الله العروي (1908-2012) :
   
    ويستحضر ذ. فتح الله الغازي مثال أطروحة المشاركة عند ذ. عبد الله العروي حول مفهوم استمرارية البيعة عند المفكرين السياسيين بالمغرب (1908-2012)، مشيرا بقوله : "إن هذه أطروحة مناقشة من طرف ذ. عبد الله العروي الذي يبتدئها بفضح العرقية العمياء عند الكتاب الكولونيالين الذين يحجمون مختلف الأشكال التاريخية للدولة في صنف واحد (...)، إما لإثبات وجودها في ق19، وإما لإنكاره كما فعل غوتيي (Gautier) وتيراس  (Terrasse)(...). وتأويل المنظومة السياسية لما قبل الحماية [بالغرب] من طرف ع. العروي بناء على ’المشاركة‘ و’عدم المشاركة‘ لا يشكل في نظرنا سوي صيغة أكثر حداثة لتأويل م. الحبابي، لأنها تذهب للبحث عن مفهوم ’المشاركة‘ في آخر أبحاث علماء السياسة les) (politologues، وتقتضي بالتالي نفس الحدود." – المصدر السابق، ص.18-19.

   *  مفهوم استمرارية البيعة عند المفكرين السياسيين بالمغرب مثال ذ. جرمان عياش (1908-2012) :
   
   ويبرز ذ. فتح الله الغازي مفهوم استمرارية البيعة عند المفكرين السياسيين بالمغرب مثال ذ. جرمان عياش (1908-2012)، مبينا : "ومن جهته، يلاحظ جرمان عياش (Germain Ayache)، وهو يحذر من الميول الشائع القبول الذي يقوم على عدم رؤية الواقع الدولتي (le fait étatique) إلا كبنية ممركزة، وأن مصطلح بلاد السيبة/ بلاد المخزن غائبة في توثيق الدولة [بالمغرب] (...). ويقترح، بالمقابل مقاربة تاريخية تسعى للبرهنة على وجود روابط ثابتة [استمرارية مفهوم البيعة بالمغرب] بين المخزن [السلطان أو الملك] والقبائل المغربية ’المنشقة‘، والتأكيد على وظيفة التحكيم المخولة للمخزن [للسلطان أو الملك]." – المصدر ذاته، ص.20.

    ب. مفهوم استمرارية البيعة عند المؤرخين والبيوغرافيين بالمغرب  (1908-2012) :

    ويتجلى مفهوم استمرارية البيعة عند المؤرخين والبيوغرافيين بالمغرب  (1908-2012) من خلال الآتي :

   * مفهوم استمرارية البيعة عند المؤرخين بالمغرب مثال ذ. بوشوتة بوعسرية (1908-2012) :

    ويمكن رصد مفهوم استمرارية البيعة عند المؤرخين بالمغرب مثال بوشتة بوعسرية  (1908-2012) في سرده للأحداث التي أعقبت نفي جلالة المغفور له محمد الخامس من طرف الاستعمار الفرنسي، يوم 20 غشت 1953، مذكرا في هذا الصدد : "تميزت الأوضاع العامة في المغرب قبيل تعيين المقيم العام كرانفال (G. Grandval) باضطرابات في مختلف المدن المغربية، وخاصة بالدار البيضاء، لأن المستعمرين بدأوا يتخوفون على مصالحهم مع اندلاع الانتفاضات في جل أنحاء البلاد، خاصة بعد نفي السلطان سيدي محمد بن يوسف، يوم 20 غشت 1953 [استمرار مفهوم البيعة الشرعية بالمغرب]." – "المقاومة المسلحة والحركة الوطنية بمكناس وأحوازها 1911-1956"، مطبعة دار المناهل، 2005، ص.225.

    * مفهوم استمرارية البيعة عند المؤرخين بالمغرب مثال ذ. محمد بويسف الركاب (1908-2012) :

   ويسجل تاريخيا ذ. محمد بويسف الركاب مفهوم استمرارية البيعة عند المؤرخين بالمغرب (1908-2012)، وذلك من خلال الصحيفة الإسبانية : ’يومية إفريقيا‘(DIARIO DE AFRICA)، الصادرة ما بين 20 غشت 1953 و10 أبريل 1956، بتطوان، قائلا : "استمر الشعب متعلقا بصدق بتقاليد أجداده وذلك : أن الأسرة الملكية العلوية تمثل الشرعية، وأن محمد الخامس يمثل عرش المغرب [استمرارية مفهوم البيعة بالمغرب]. ولا شيء أبدا يمكن أن يغير هذا الواقع. وهكذا سيعمل على تخليد يوم 18 نوفمبر 1953. وهو الذكرى السادس والعشرين لاعتلاء جلالة الملك محمد الخامس عرش المغرب، وقد نشرت ’يومية إفريقيا‘(DIARIO DE AFRICA) صورة رائعة للعاهل، مع نص [البيعة الشرعية] يبرز اعتباره من طرف شعب الشمال [بالمغرب] كملكه الشرعي." – DIARIO" "DE AFRICA, DEL 20 AGOSTO DE 1953, AL 10 DE ABRIL DE 1956"، in Revue "de la Faculté des Lettres – Tétouan، N°5 – 1991، ص.55.

    * مفهوم استمرارية البيعة عند البيوغرفيين بالمغرب مثال ذ. محمد العلمي (1908-2012) :

    من خلال بيوغرافية ’محمد الخامس‘ شخص ذ. محمد العلمي مفهوم استمرارية البيعة عند البيوغرافيين بالمغرب (1908-2012)، وذلك حين روى حدث ولاية عهد جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، من طرف والده، جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، سنة 1957، مفصلا : "وفي 4 يونيو 1957، قدم مبارك البكاي، رئيس الحكومة، ملتمسا إلى محمد الخامس يطلب باسم الهيئة الوزارية تنصيب الأمير مولاي الحسن وليا للعهد بصفة رسمية [مفهوم استمرارية البيعة]. فقبل العاهل، وقال : ’... فلو لم تكن شروط الولاية متوفرة لما أسندت إليه المهام،  ورشحته لعظائم الأعمال.‘ وقدم عبد العزيز بن إدريس الاستقلالي ملتمسا إلى المجلس الاستشاري في هذا الموضوع، فصادق عليه بالإجماع، صبيحة يوم الأربعاء 5 يونيو 1957. وأيدت جميع المنظمات السياسية، والنقابية إسناد ولاية العهد إلى مولاي الحسن، كضباط القوات المسلحة الملكية، ورجال المقاومة.

  وفي 9 يونيو 1957، كان عيد ميلاد الأمير مولاي الحسن – وهو في نفس الوقت عيد الشباب – موعد تقليده ولاية العهد بصفة رسمية. وفي حفل ترأسه محمد الخامس بحضور أغلب الأسرة الملكية، من الأمير مولاي عبد الله، والأميرات، وشقيقي العاهل، نهض شيخ الإسلام  [محمد بن] العربي العلوي، وأخذ يتلو جملة جملة مرتين نص القسم التالي، والأمير مولاي الحسن يردده بعده : ’أعاهد الله على أن أكون في جميع الأحوال والظروف مخلصا لمصالح بلادي العليا، راعيا لها، متمسكا بها، مؤتمرا في ذلك بأوامر صاحب الجلالة محمد الخامس، ومنتهيا بنواهيه، وسالكا السبل التي رسمها، والطرق التي خطها، وأوضحها دفاعا عن حوزة البلاد، وحفاظا على سيادتها، ووحدة ترابها، ورعاية للصغير والكبير من شؤونها." - "محمد الخامس"، المصدر أعلاه، ص.136. 

    * مفهوم استمرارية البيعة عند البيوغرافيين بالمغرب مثال ذ. الطيب بوطبوقالت (1908-2012) :

    ونقرأ في بيوغرافية ’حرب الريف ورد فعل الرأي العام الدولي‘ LA) (GUERRE DU RIF ET LA REACTION DE L'OPINION INTERNATIONALE، بقلم ذ. الطيب بوطبوقالت عن مفهوم استمرارية البيعة عند البيوغرافيين بالمغرب (1908-2012)، بناء على ما كان وراء إعلان جمهورية الريف، من طرف محمد بن عبد الكريم الخطابي، قائلا : "كونه عمل في الإدارة الاستعمارية الإسبانية، كان عبد الكريم [الخطابي] يعرف جيدا جدا أن مشكل المقاومة المغربية كان قبل كل شيء ذا طابع تنظيمي (...). أشخاص مؤهلون ومخلصون للقضية الوطنية تم تعيينهم [من طرفه] على رأس المصالح الكبرى للتنظيم الريفي للتحرير الذي اتخذ كإسم رسمي له، منذ سنة 1922، ’الجمهورية الريفية‘(...). وتنظيم كهذا كان يهدد، حتما، كل السلطة الاستعمارية في الجهة، سواء منها الإسبانية أو الفرنيسة (...). وتماما مثل الهبة، وموحا أو حمو، لم يدعي عبد الكريم أبدا أنه السلطان الجديد [مفهوم استمرارية البيعة  بالمغرب]." -  LA GUERRE DU RIF" "ET LA REACTION DE L'OPINION INTERNATIONALE  ،Imp. Najah El Jadida,، 1992، ص.28.

     3. مفهوم استمرارية البيعة بالمغرب في اعتبار المؤسسات الوطنية والدولية (1908-2012) :

     ويمكن الوقوف على مفهوم استمرارية البيعة بالمغرب في اعتبار المؤسسات الوطنية والدولية (1908-2012)، كما يتضح ذلك من الآتي :

    أ. مفهوم استمرارية البيعة بالمغرب في اعتبار المؤسسات الوطنية (1908-2012) :
  
    تؤكد المؤسسات الوطنية مفهوم استمرارية البيعة بالمغرب من تصريحاتها وأدوارها في السياسية الوطنية والدولية (1908-2012)، كما يتضح ذلك من الآتي :

     *مفهوم استمرارية البيعة بالمغرب في اعتبار المؤسسات الوطنية مثال البيعة (1908-2012):

    من منظور مفهوم استمرارية البيعة بالمغرب في اعتبار المؤسسات الوطنية مؤسسة البيعة (1908-2012) كما يبرز ذلك ذ. عباس بوغالم  ملخصا ذ. عبد اللطيف أكنوش، بقوله : "ونجد الأستاذ عبد اللطيف أكنوش، الذي يؤكد بدوره أن مؤسسة البيعة تقوم بدورين : أولهما في إطار العلاقة بين الراعي والرعية، وثانيهما في إطار العلاقة بين الحاكمين أنفسهم : ففي إطار العلاقة الأولى، تقوم البيعة بإعادة إنتاج رمزية بيعة الرضوان التي عقدها المسلمون للرسول (صلى الله عليه وسلم)، يوم صلح الحديبية، بحيث تكون بيعة السلطان [الملك] تعبيرا معنويا عن متابعة الحكم النبوي، خاصة وأن السلطان من آل البيت [مفهوم استمرارية البيعة]. أما في إطار العلاقة بين الحاكمين، فالبيعة تساهم في تكريس، وتثبيت وضعية السلطان [الملك] الجديد اتجاه المنافسين المحتملين." - "إشكالية البيعة بالمغرب بين منطق التعاقد ومنطق الشرعنة"، المصدر أعلاه، ص. 3.

     *مفهوم استمرارية البيعة بالمغرب في اعتبار المؤسسات الوطنية مثال أحزاب الإصلاح والاستقلال والشورى والاستقلال (1933-2012):

   ويظهر جان وولف  (Jean Wolf)اعتبار مفهوم استمرارية البيعة بالمغرب في اعتبار المؤسسات الوطنية مثال الأحزاب أحزاب الإصلاح والاستقلال والشورى والاستقلال(1933-2012) ، وذلك في مقاومة مؤامرة نفي الملك الشرعي محمد الخامس، من طرف قوى الاستعمار الفرنسي، يوم 20 غشت 1953، قائلا : "بما أن الوطنيين [في شمال المغرب شعروا، في اللحظة، بحاجة ملحة في البقاء على صلة طيبة معهم [الإسبان]، قصد – مهما يبدو ذلك غريبا – إقناعهم بتقديم دعمهم للدفاع عن السلطة الشرعية الوحيدة التي تهمهم. وهذا يتجسد في الأسرة العلوية، وممثلها الشرعي : سيدي محمد بن يوسف [مفهوم استمرارية البيعة]. والعكس هو بالضبط ما كان يحدث في منطقة الجنوب، حيث حزبا الاستقلال والشورى والاستقلال يهاجمون بشدة المحتل المقيت، وهم يؤججون الجماهير للشروع في حرب بلا هوادة ضده، لأنه هو الذي ينوي قلب الملكية [الشرعية] والقضاء على الحرية." - "MAROC : LA VERITE SUR LE PROTECTORAT MAROCO-"ESPAGNOL"، المصدر السابق، ص.270-271.

     *مفهوم استمرارية البيعة بالمغرب في اعتبار المؤسسات الوطنية مثال هيئة العلماء (1908-2012) :

   ويمكن ملاحظة مفهوم استمرارية البيعة بالمغرب في اعتبار المؤسسات الوطنية، مثال هيئة العلماء (1908-2012)، كما يلاحظ ذلك ذ. محمد العلمي، مستشهدا ببرقية علماء فاس الموجهة إلى رئيس الجمهورية الفرنسية، ولرئيس حكومتها، ووزير خارجيتها، احتجاجا على عريضة القواد والبشوات المتآمرين مع إدارة الحماية، ضد شرعية بيعة جلالة الملك محمد الخامس، يوم 20 غشت 1953، مبينا : "وعبر علماء فاس [هيئة العلماء] في برقية لرئيس الجمهورية الفرنسية [فانسون أوريول (Vincent Auriol)]، ولرئيس حكومتها [روني مايير (René Mayer)]، ووزير خارجيتها [جورج بيدو (Georges Bidault)] عن غضب الشعب المغربي على القواد الموقعين على العريضة [التآمرية]، طالبين اتخاذ تدابير إدارية ضد هؤلاء الموظفين – وجلهم أميون – الذين تآمروا على سلطان المغرب [استمرارية مفهوم البيعة]. واقترح العلماء معاقبة جميع الذين نظموا أو شجعوا أو مولوا هذه المؤامرة ضد سلامة الدولة المغربية [مفهوم استمرارية البيعة للملك الشرعي محمد بن يوسف]." - "محمد الخامس"، المصدر أعلاه، ص.82.

     *مفهوم استمرارية البيعة بالمغرب في اعتبار المؤسسات الوطنية مثال هيئة أهل الحل والعقد (1933-2012) :

   ويستمد مفهوم استمرارية مفهوم البيعة بالمغرب في اعتبار المؤسسات الوطنية مثال هيئة أهل الحل والعقد (1908-2012)، كما ذكر ذلك ذ. محمد الطوزي عن الزعيم محمد حسن الوزاني، معرفا بدور هيئة أهل الحل والعقد أو أهل الشورى الناخبة للسلطان أو الملك تاريخيا ببلادنا : "يتعلق الأمر، عندما نتحدث عن انتخاب أهل الحل [والعقد] كاقتراع محدود في مجموعة خاصة من الأمة :" أهل الاختيار أو أهل الشورى (...)". وأهل حل وعقد اختيارت الشورى يمثلون الاقتراع المحدود، والبيعة تمثل الاقتراع العام. والإسلام يجمع بين امتيازات الطريقتين [مفهوم استمرارية البيعة بالمغرب]." - "Mohamed Hassan Ouazzani", in "Penseurs "maghrébins contemporains، المصدر، ص.240.

    ب. مفهوم استمرارية البيعة بالمغرب في اعتبار المؤسسات الدولية (1908-2012) :

    وفيما يخص مفهوم استمرارية البيعة بالمغرب في اعتبار المؤسسات الدولية (1908-2012) يمكن ذكر ما يلي :

    * مفهوم استمرارية البيعة بالمغرب في اعتبار المؤسسات الدولية مثال ’مؤتمر فيرساي، سنة 1919‘ (1908-2012) :
   
   ويدرك مفهوم استمرارية البيعة بالمغرب في اعتبار المؤسسات الدولية (1908-2012) مثال ’مؤتمر فيرساي، سنة 1919‘، حيث يسجل ذ. محمد العلمي استحالة أمكانية حضور الارشال ليوطي بل ملك المغرب، بصفته أمير للمؤمنين، قائلا : "كتب الجنرال ديغول ، سنة 1945، في ’مذكرات الحرب‘ أن ’السيادة في المغرب ترتبط بعاهله‘(...). ولقد حاول الماريشال ’ليوطي‘، قبل انعقاد مؤتمر ’فرساي‘، سنة 1919، على إثر انتهاء الحرب العالمية الأولى، اقتراح حضور المغرب بواسطته في مؤتمر الصلح، ولكن الحكومة الفرنسية اعتبرت السلطان بصفته أمير المؤمنين [استمرارية مفهوم البيعة]، يحتم عليها أن تطلب من أعضاء المؤتمر توجيه دعوة شخصية إليه [أي ملك المغرب]، ولا يمكن للمارشال ليوطي أن يمثله، زد على هذا أن بريطانيا كانت لا تريد أن تثير في ذلك التاريخ مشكل المحميات، والمستعمرات في هذا المؤتمر." – "محمد الخامس"، المصدر، ص.168-169.

    * مفهوم استمرارية البيعة بالمغرب في اعتبار المؤسسات الدولية مثال ’محكمة العدل الدولية بلاهاي، سنة 1975‘ (1908-2012) :
   
    ويتأكد مفهوم استمرارية مفهوم البيعة بالمغرب في اعتبار المؤسسات الدولية مثال ’محكمة العدل الدولية بلاهاي، سنة 1975‘ (1908-2012)، كما ورد في كتاب : "التحدي" (Le Défi)، لجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، حيث كتب جلالته قائلا : "وفعلا، في سنة 1975، كانت ’محكمة العدل الدولية بلاهاي la) (Cour Internationale de Justice de La Haye – التي كنا قد طالبنا تحكيمها – اعترفت أن التراب الصحراوي المحتل من طرف إسبانيا، لم يكن، لحظة احتلاله، أرضا خلاء (terra nullius)، ولكن طبعا – أنقل – ’كان يوجد بين الصحراء ومملكة المغرب روابط قانونية وولاء [بيعة]. أي روابط طاعة وإخلاص لصحراوي هذه الجهة نحو ملوكهم المغاربة [مفهوم استمرارية البيعة بالمغرب]." – "Le Défi"، Ed. Albin Michel, 1976، ص.174.

  وختاما، يتأكد أن "مفهوم استمرارية البيعة عند رواد الفكر السياسي بالمغرب (1908-2012)" وعلى رأسهم الملوك العلويين، والزعماء، والمفكرين السياسيين، والمؤرخين، والبيوغرافيين المغاربة والأجانب، أو في اعتبار المؤسسات الوطنية، والدولية، نهج متواصل بإجماع الأمة المغربية المسلمة، ريادة فكر، وممارسة، وعقيدة، من إدريس الأول إلى جلالة الملك محمد السادس، أعزه الله، وهو ما يجعلنا نجزم مع ذ. عباس بوغالب، في خلاصته : "يعد تاريخ المغرب امتدادا، وجزءا من تاريخ العالم الإسلامي في أنظمته، وقوانينه، وأحكامه، وبيعته الشرعية، وذلك منذ قيام الدولة الإدريسية التي أسست قواعدها على يد المولى إدريس الأول، سنة 172 هـ [788م]. ولقد جسد هذا التاريخ امتدادا للحكم الإسلامي، والدولة الإسلامية، ونظام البيعة الإسلامية [بيعة الرضوان والشورى]، الذي يعتبر وسيلة اختيار الخلفاء [والسلاطين والملوك]، وأساس العلاقة بين الحاكم والمحكومين في الدولة الإسلامية، وهو النظام الذي استقر عليه المغرب[مفهوم استمرارية البيعة بالمغرب]، وجعله أساس حكمه، إذ استمر نظام البيعة أساس اختيار الملوك المغاربة وخلفائهم، منذ قيام الدولة الإدريسية إلى يومنا هذا [788م-2012م]." - "إشكالية البيعة بالمغرب بين منطق التعاقد ومنطق الشرعنة"، المصدر السابق، ص.1. 

                                                   د. محمد صوصي علوي 

     

       


      

No hay comentarios:

Publicar un comentario